قلعة قايتباي بعد لمسات أحمد سعد أبو بكر
انتقادات وتهكم وسخرية تعرض لها المصمم أحمد سعد أبو بكر، في بداية مشوراه الفني، من الكثيرين، بسبب حبه للمباني الآثرية وشغفه الكبير نحو ترميمها، مستغلًا قدراته على استخدام برامج تكنولوجية مختلفة أبرزها 3d max، لكن تشجيع ودعم والده الراحل على أن يواصل هذا الطريق ويمارس شغفه باستمرار، كان حائط الصد الذي يمنع هذا التهكم من التأثير فيه، قبل أن يكون السبب في تحقيقه لشهرة واسعة بمجال عمله، بعدما رمم العديد من المناطق الآثرية باستخدام هذا البرنامج، والتي كان آخرها قلعة قايتباي الشهيرة، حسب ما يكشفه «أحمد»، في حديثه مع «الوطن».
«أحمد» شاب بالأصل من محافظة البحيرة، لكنه عاش حياته بأكملها بمحافظة الإسكندرية، تخرج في كلية الفنون والتصميم بجامعة فاروس بالإسكندرية، ومن قبل أن يتخرج حتى ويمارس هذا الشغف ويبحث عن الأماكن الآثرية في كل مكان، ليضع لمسته الفنية عليها، ويرممها بشكل كامل، على أمل أن تنال كل هذه الأماكن الآثرية حقها في الرعاية والاهتمام مستقبلا.
اختار المصمم قلعة قايتباي بالأخص لترميمها ضمن مشروعه الكبير في ترميم المباني الأثرية المختلفة، كونها واحدة من أهم المعالم الأثرية في المحافظة التي يعيش بها، موضحًا: «الموضوع بدأ لما سمعت إن الدولة بتفكر في ترميم قلعة قايتباي، لأن بعض صخورها دابت، فتخيلت القلعة ممكن تبقى عاملة إزاي بعد الترميم، وده اللي حاولت أقدمه للناس».
أصحاب تلك المهنة وفنانون مجال التصميمات المختلفة، يؤمنون بأن هناك فرصة دائمة للتطور، ولإخراج نتيجة أفضل، ولهذا عمل «أحمد» على هذا المشروع أكثر من مرة، في كل مرة كان يحقق تطورا في استخدامه لبرامج التصميم المختلفة، يدخل تعديلات على التصاميم التي نفذها للقلعة حتى وصل إلى الشكل النهائي، الذي كشف عنه مؤخرًا، مضيفًا: «في المجال ده، لازم تطور من نفسك دايما، أي شغل إبداعي لو مشتغلتيش على نفسك طول الوقت، هتكون مشكلة، عشان كدا تصميمات قلعة اشتغلت عليها أكثر من مرة، لحد ما طلعت بالنتيجة دي، اللي بحمد ربنا عليها، وبحمد ربنا إنها عجبت الناس».
يأمل خريج جامعة فاروس بالإسكندرية، أن يرى القلعة الشهيرة في ثوب جديد بعد ترميمها في القريب العاجل بالفعل، كما قدمها في تصميماته، مؤكدًا: «بس الحقيقة معرفش ترميم القلعة زي ما طلعت في التصميمات بتاعتي، ممكن يحتاج ميزانية أد أيه، أو بتكلفة كام، الموضوع معتمد في الأساس على خطة تطوير شاملة، وأكيد هكون من أسعد الناس، لو شاركت بتصميماتي في خطة التطوير دي».
للأب دور كبير في مواصلة نجله لهذا العمل حتى الآن، فلولا تشجيعه الدائم لها وهو ووالدته، لكان ابتعد عن هذا المجال ولم يهتم بترميم أي مبنى آثري، كما فعل مع قلعة قايتباي مؤخرًا، مؤكدًا في نهاية حديثه مع «الوطن»: «كان بيتقلي بالنص هتستفاد إيه من الشغل اللي بتضيع فيه وقت ده، وطبعا الكلام كان بيأثر فيا، بس أبويا الله يرحمه، كان بيقولي سيبك من الكلام ده، وخليك وراء الحاجة اللي بتحبها، حتى لو لم تصل لحاجة في النهاية، كفاية إنك بتعمل اللي بتحبه، وحقيقي لولا دعمه وتشجيع أمي الدائم، مكنتش هوصل لأي حاجة من اللي وصلتلها».
تعليقات الفيسبوك