رحلة «يوسف» من أبوالنمرس إلى الدقي للعمل قهوجي
آيات قرآنية تتردد بصوت جميل في أحد شوارع الدقي تثير إعجاب واستحسان المارة، الذين لا يسعهم سوى توجيه نظرات الحب لذاك الطفل «يوسف»، صاحب الـ 12 عاما، وهو يجلس على جانب أحد الشوارع خالقا جوا روحاني من حوله، والذي رغم صغر سنة ونبرته الطفولية إلا أنه يتلو الآيات القرآنية بصوت متزن محتفظ بتشكيل ومخارج الحروف وبطريقة أمتعت كل من يستمع إليه.
يوسف عيد، طالب بالصف الأول الإعدادي، يسكن مع والديه في منطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، بينما تعود جذوره العائلية إلى محافظة المنيا بصعيد مصر والتي تركها منذ نحو 9 سنوات للعيش بالقاهرة حيث عمل والد.
«أنا تعلمت قراءة القرآن الكريم على يد شيخ هنا في القاهرة، وأبويا وأمي شجعوني إني أقرأ وأحفظ، ودايما وأنا قاعد لوحدي بحب أقرأ، وبرضو بقرأ لأصحابي في المدرسة وكلهم بيحبوا صوتي وبيحبوا يسمعوني»، بحسب «يوسف»، وأنه يحفظ أجزاءً كثيرة من القرآن.
رغم صغر سن «يوسف» إلا أنه لاحظ المشاق التي يتكبدها والده وهو عامل بناء، والمصاريف الثقيلة التي تُثقل عاتقه شهريا، ولذلك قرر أن يتخلى عن أوقات راحته ولهوِه كباقي أقرانه، وراح يعمل في إحدى مقاهي الدقي مقابل 50 جنيها لليوم.
«عندي 3 أخوات أنا أكبر واحد فيهم، أبويا بيدفع كل شهر 500 إيجار للشقة غير باقي المصاريف، وأنا راجل ولازم أشتغل وأساعده، معايا أخواتي ريتاج 12 سنة وحبيبة 8 سنين وعمر 7 سنين»، بحسب «يوسف»، وأنه يأتي للعمل من الساعة الـ 6 صباحًا وحتى الـ 6 مساءً.
تعليقات الفيسبوك