هدى فايز مريضة بـ داء الفيل
تجلس بين أربعة جدران لا تفارق السرير أبدًا، ألم شديد ومبرح لا يفارقها، قدمها تعادل وزن جسدها، تتمنى شيئًا واحدًا فقط وهو أن تستطيع النهوض وتناول الطعام بنفسها مثل الجميع، تدعو «هدى» ربها ليلًا ونهارًا من أجل تقف على قدميها مجددًا، فمنذ 20 عامًا كانت بصحة جيدة للغاية إلى أن تبدلت الأحوال وأصبحت طريحة الفراش لا تتحرك إلا بمساعدة أسرتها وشقيقها وبناتها.
يحكي يسري فايز شقيق السيدة هدى فايز البالغ من العمر 55 عامًا، ويعيشان في منطقة «التبين» التابعة لمحافظة حلوان في القاهرة، أن شقيقته منذ 20 عامًا بدأ حجم قدمها في الازدياد بشكل ملحوظ دون أي تفسير وعندما ذهبوا إلى الأطباء اختلفت التفسيرات الطبية، فبعضهم فسرها بأحد أنواع الأورام، وآخرون فسروها بأنها تعاني من داء الفيل، وكل طبيب يكتب لها روشتة علاجات لا حصر لها دون أي فائدة حتى أصبحت تتألم في كل ثانية وحالتها النفسية سيئة بسبب ما تعاني منه واضطرارها للاحتياج إلى الآخرين لخدمتها في أبسط الأشياء.
رحلة علاج شاقة ومؤلمة خاضتها «هدى» من أجل التعافي دون نتيجة: «من حوالي 20 سنة بدأت رجلها اليمين تكبر فجأة ومش عارفين أي سبب ومن 6 سنين بدأت يظهر التهابات جامدة وبعدها الشمال بدأت تورم برضو، ورجلها تجيب مياه وودينها مستشفيات كتير منها القصر العيني بس العلاج مجابش نتيجة، لغاية ما في مستشفى كتبلتها علاج من قريب خلى الألم يهدى عندها شوية ويعالج الالتهابات بس المرض لسة موجود»، بحسب حديث «يسري» لـ«الوطن».
بين البكاء والحزن والمرارة، تقضي «هدى» يومها داخل منزل شقيقها بسبب شعورها بالعجز وعدم قدرتها على الحركة إلا بمساعدة أسرتها: «مبتقدرش تقوم تدخل الحمام، ولا تقف ولما بنيجي ننزلها المستشفى، النقل بيبقى مشكلة كبيرة جدا، احنا نزلناها أخر مرة بترولي الإسعاف بس علشان نطلعها البيت بس، اضطرينا نقعدها على كنبة شايلها 6 رجاله ودخلناها من الشباك علشان وضعها وده طبعا مأثر عليها بشكل كبير، وهي قاعدة عندي دلوقتي بقالها حوالي شهرين علشان مبتقدرش تطلع السلم في بيتها ومبتشوفش الشارع إلا لما بتروح المستشفى بس، وبناتها بيجوا يخدموها وجوزها بيبقى معاها».
يعمل زوج السيدة الخمسينية في شركة غزل بحلوان، ويحاول إنقاذ «هدى» ولكن العجز يحول دون ذلك: «رجليها محطوطة على السرير وحصلها تيبس، وانا اللي بحركها وبغيرلها رجلها وبساعدها وهشيلها فوق دماغي لحد ما تقوم بالسلامة، احنا مش عايزين غير أنها تخف بس وترجع زي الأول، ونفسي حد يساعدنا علشان تعبنا».
اجمعت الآراء الطبية على أن السيدة الخمسينية مصابة بداء الفيل ولا علاج لمثل ذلك المرض النادر سوى خارج مصر، والأسرة حالتها المادية بسيطة لا تقدر على تحمل التكاليف المطلوبة: «هي وزنها 170 كيلو ده غير وزن رجلها الرجل الواحدة حوالي 40 كيلو من إجمالي وزنها، وهي ممنوع عنها الحاجات الحادقة، الرنجة، المسبك، المكرونة، الرز بسبب أن الدكاترة قالوا أنها محتاجة تنزل وزنها شوية ودلوقتي عايشة على السلطة بس»
تعليقات الفيسبوك