دكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية
رغم التغيرات المناخية الكثيرة التي نلاحظها خلال شهور السنة، إلا أننا نجد في المقابل السنة القبطية تحتفظ بمناخ ثابت على امتداد أشهرها بالكامل، وهذا ما تدل عليه الجمل الوصفية التي أطلقها المصريون القدماء على كل شهرٍ من شهور السنة القبطية، وإلى الآن نجد هذا الشهر مُحتفظا ومُلتزما بهذا الوصف الدقيق.

عيد النيروز وبداية السنة القبطية
تتكون السنة القبطية الفرعونية من 12 شهرا، بالإضافة إلى شهر أخير يُسمى «النسيء»، وهو يُكمل أيام السنة ويتكون من 4 أيام تبدأ بالتحديد من 6 سبتمبر وحتى 10 سبتمبر: «يحتفل المصريون ببداية السنة القبطية الثابتة مع مطلع شهر (توت)، ويعد هذا اليوم من بين الأعياد التي تحتفل بها الكنيسة المصرية، ويطلق عليه عيد (النيروز) وهو عيد الشهداء لتخليد ذكرى الذين سقطوا في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس»، حسبما قال دكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، في حديثه لـ«الوطن».
سبب احتفاظ شهور السنة القبطية بطقسها المعتاد
تتميز السنة القبطية بثبات تقويمها مما ينعكس على ثبات أشهرها وهذا هو السبب وراء احتفاظ كل شهر من شهور السنة القبطية بمناخه الذي عُهد عليه، بعكس السنة المصرية التي قد يتغير فيها عدد الأيام في بعض الشهور، وفقا لـ«عبدالبصير».
شهور السنة القبطية ووصفها
الدكتور حسين عبدالبصير، يوضح أسماء الشهور القبطية والجمل الوصفية التي عُرفت بها، وأسباب إطلاقها، قائلا:
«توت»: (إروي ولا تفوت)، أي أن الري ولو كان كثيرًا لا يضر الأرض.
«بابه»: (خش واقفل البوابة) أي أغلق الأبواب والمنافذ جيدًا استعدادًا للبرد مع قدوم الخريف.
«هاتور»: (أبو الدهب منثور) أي اصفرار محصول القمح في الحقول مع قرب حصاده.
«كيهك»: (صباحك مساك شيل إيدك من غداك وحطها في عشاك)، كدليل على قصر النهار في هذا الوقت من السنة.
«طوبة»: (تخلي الشابة كركوبة)؛ أي من شدة البرد تصبح الصبية وكأنها عجوز، لانحنائها بحثًا عن الدفء.
«أمشير»: (يفصص الجسم نسير نسير)، أي أن رياحه العاتية تكاد تمزق الأجساد، ويُعرف شهر أمشير شعبيا بـ «أبوالزعابيب» نظرا لتقلباته المستمرة.
«برمهات»: (روح الغيط وهات)، أي اذهب إلى الحقل واجمع ثمار المحاصيل.
«برمودة»: (دق العامودة)، أي تجهيز درس القمح بعد حصاده، وكان ينصب عمود في وسط «جرن» لذلك.
«بشنس»: (يكنس الأرض كنس)، أي ما بعد الحصاد وخلو الحقول من آثار زراعتها.
«بؤونة»: (تنشف الميه من الماعونة) أي تتبخر المياه من الأواني من شدة الحر، وكذلك يقال (بؤونة نقل وتخزين المونة).
«أبيب»: (فيه العنب يطيب) أي شهر حصاد الكروم.
«مسرى»: (تجري فيه كل ترعة عسرة)، أي تزيد مياه فيضان النيل، فتغمر حتى القنوات الصغيرة الجافة طوال العام.
تعليقات الفيسبوك