تقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على الموارد الطبيعية، اتجاه تسعى إليه وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الإسكان بهدف تعظيم الاستفادة من المباني لتقليل التلوث الناتج من المناطق التى بها كثافة سكانية عالية، من خلال الاهتمام بفكرة «العمارة الخضراء» وتعميمها على مستوى الجمهورية.
مشروع تقليل الانبعاثات من العقارات السكانية
وقال مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعى ودعم التمويل العقاري، إنه تم تبني فكرة مفهوم العمارة الخضراء إلى صندوق الإسكان الاجتماعى، في سعي منهم لتطبيق التجربة من خلال البدء بـ 1000 وحدة سكانية في مدينة بدر، بعد تحديد المواصفات التى ستعمم على باقي المشاريع.
وأضافت خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج التلفزيونية، أنه تم تنفيذ وطرح المرحلة الأولى لهذه الوحدات السكانية في المدن الجديدة، مؤكدة أن التكلفة المبدئية لإدخال الاستدامة في هذا المشروع كان تحديًا كبيرًا للمطورين، ومع ذلك فإنها قد عادت بمنفعة على المدى البعيد خاصة أنها تقلل من تكاليف إدارة وصيانة الإنشاءات باعتبارها عمارة خضراء مستدامة.
انبعاثات كربونية بسبب الازدحام
ومن جانبه قال الدكتور «صالح عزب»، أستاذ الاقتصاد البيئي وخبير التنمية المستدامة لـ«الوطن» إن الهدف من العمارة الخضراء هو إنشاء نموذج يحمي البيئة الطبيعية وتكيفها لتتكامل بشكل جيد معها من حيث المساحة والطاقة، من خلال استخدام منتجات معاد تدويرها في الهندسة المعمارية الخضراء التى تساعد على تقليل الآثار السلبية من البناء.
وأكد «عزب» أهمية مراعاة الاشتراطات البيئية في المشاريع العمرانية، خاصة أن هذه المشاريع ستكون واجهة داعمة لمصر في المستقبل، ومع انخفاض الأثر البيئي والحفاظ على الخصائص الطبيعية ستصبح هذه المباني مسؤولة عن أكثر من 50٪ من الآثار الإيجابية للبيئة، حيث تساهم مشاريع البناء أيضًا في خفض حوالي 10٪ من إجمالي الانبعاثات العالمية كل عام.
المواد البديلة للبناء
وأوضح أستاذ الاقتصاد البيئي أن معالجة المواد المصنعة باستخدام عمليات فعالة من حيث الموارد، قد يكون الأفضل في تجديد المباني الموجودة بالفعل واستخدامها مرة أخرى على أساس أنها من العمارات الخضراء المُعاد تدويرها، وتشجيع استعمال المواد المتينة التى تدوم لفترة أطول حيث تكون أكثر ملاءمة للبيئة لأنها تلغي الحاجة إلى عمليات الاستبدال والصيانة المتكررة، وإلى جانب ذلك تتمتع المواد المتينة بقيمة عالية قابلة لإعادة الاستخدام وقابلة لإعادة التدوير.
وأضاف أن المعايير التي تنتهجها وزارة الإسكان للعمارة الخضراء في مصر، تعتمد على استخدام الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية في عمليات التدفئة والتسخين واستخدام نظم الإنارة الطبيعية والذكية وتعظيم استخدام الموارد المائية كل ذلك من شأنه أن يخفض الانبعاثات الناتجة عن المناطق السكانية.
تعليقات الفيسبوك