عمر وائل
ثقافة زرعت في أذهان أولياء الأمور منذ عشرات السنين، جعلت أبنائهم يقضون يومهم كاملاً في الدراسة، إذ يبدأ الطالب يومه بالذهاب إلى المدرسة صباحًا، ويكمل باقي النهار في الدروس الخصوصية، فالأهالي يعتقدون أن دراسة المادة أكثر من مرة تحسن مستواهم الدراسي، ويضطرون لصرف آلاف الجنيهات شهريًا.
بعض المدرسين يستغلون ثقافة أولياء الأمور، من خلال ارتفاع سعر الحصة التي يصل أحيانًا إلى 100 جنيه في بعض المواد، ولكن عمر وائل، مدرس في مادة الجغرافيا، اتخذ من الدروس الخصوصية جانبًا يحارب به الاستغلال، عن طريق قيامه بالبحث عن الطلبة غير المقتدرين، لإعطائهم دروس مجانية، ويرحمهم من استغلال الحاجة إلى الدروس.
يحكي مدرس الجغرافيا، لـ«الوطن»، أنه فور تواصل أحد مراكز الدروس الخصوصية معه، حدد معه سعر الحصة بـ10 جنيهات، في حين أن الجميع يأخذ في الحصة الواحدة 40 جنيهًا، كما أعلن إعفاء اليتامى وغير المقتدرين من دفع مقابل للدروس، مضيفًا: «عارف كويس يعني إيه جشع المدرسين، عشان كده قررت إني أحارب الجشع ده، وحلفت إن الحصة مش هتكون غير بـ10 جنيه، واللي مش قادر يدفع مستحيل أطلب منه».
يقطن «عمر»، بمنطقة المعصرة في مدينة حلوان، ولم يكن عرضه على الطلاب الموجودين بمنطقته فقط، بل اقترح دفع الأجرة للقاطنين في أماكن مجاورة أو بعيدة: «اتعودت طول منا مقتدر لازم أكون رحيم بالأهالي اللي بيدفعوا فلوس كتير».
والد «عمر» ساعده في معرفة المحتاجين للدروس بالمنطقة، إذ قام بعمل كشف لجميع الحالات المحتاجة، قائلا: «والدي بيشجعني على فعل الخير دايمًا.. وكمان الحمد لله بابا معاه دفتر لجميع الحالات المحتاجه اللي موجوده في المنطقة، وهو ومجموعة من الرجاله بيساعده الناس دي أنا طلعت لاقيت كدا فغصب عني بقيت حابب كدا».
كان «عمر»، قد أعلن عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن توفيره دروس مجانية وملازم لجميع الطلاب غير المقتدرين، مؤكدًا أنه يقدر على توفير مدرسين لباقي المواد مجانًا أيضًا، وذلك لمحاربة جشع المدرسين.
تعليقات الفيسبوك