بوجه بشوش وضحكة صافية، وكلمات محملة بأمل وطموح لا يتوقف، يقهر علي محمود بطل من «أصحاب الهمم» المستحيل، رافعا شعار دائم «أنت أقوى من الظروف»، متحديا إعاقته التي صاحبته منذ ولادته، معلنا التمرد على الأوجاع والآلام، ليحقق 29 ميدالية في رياضة السباحة، رافعا علم مصر خفاقا في كثير من البطولات وكل ذلك بـ«يديه فقط»، إذ ولد بإعاقة أثرت على حركته إلا بواسطة كرسي متحرك.
بدأ «علي» ممارسة السباحة في عام 2009، واضعا أمامه هدفا واحدًا، غير ملتفت إلى كل مطالبات من حوله بعدم إلقاء نفسه إلى التهلكة كما يقولون، وذلك بمساعدة والدته التي وقفت معه وشجعته وتحدت الجميع: «والدتي هي الدافع ليا لكل اللي وصلت له، لولاها مكنتش هوصل لأي شيء من كل ده، وهي اللي دايما في ضهري، من أول الطريق، ولم تستسلم ولم تيأس من كلام الناس، أو كلام بعض الأطباء، اللي قالوا لها مش هيعرفك ولا هيعرف حاجة في الدنيا، وهيعيش ملوش لازمة مثلا، وحاجات زي كده»، بحسب تصريحاته لـ«الوطن».
بطولات «علي» في السباحة
توالت إنجازات «علي» في رياضة السباحة، محققا 29 ميدالية متنوعة كان أبرزها 3 ميداليات فضية في بطولة الجمهورية لعام 2016، وبرونزية في كأس العالم للخماسي الحديث، بالإضافة إلى برونزيتين وفضية في بطولة الجمهورية لعام 2017، وذهبيتان وبرونزيتان في بطولة الجمهوريه عام 2018، وبرونزيتان في كأس مصر 2019، وبطل جمهورية 2020، وبرونزيتان وذهبية في كأس مصر 2021.
«علي»: لا أعرف المستحيل وسأكمل طريقي
«فكرة إن الناس تعرف أني بلعب سباحة كانت صعبة، وتحدي قوي، وهناك من اتهمني بالجنون، وآخر يظهر تعاطفًا عندما يشاهدني هكذا»، بهذه الكلمات يستكمل «علي» حديثه قائلا: «محدش كان مؤمن بحلمي، ومحدش توقع إن الشخص المعاق من وجهة نظرهم أو زي ما شايفني، فجأة هيحقق بطولة وراء بطولة، لكن في ناس آمنوا بموهبتي ودعموني».
تحدي النفس والألم والمجتمع وكل الناس، نصيحة يقدمها «علي» للجميع، مضيفا: «لازم تحقق هدفك، حتى لو ضاع شيء منك سيكافئك الله بخير منه أضعاف، ولكن لازم الصبر والعمل والتعب، والله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا.. كل إنسان يمتلك قوة جواه كل ما عليه أنه يبحث عنها عشان يجدها وينميها».
«علي» حصل على 29 ميدالية
«أنا فخور جدًا بنفسي».. جملة قالها البطل المصري، مؤكدًا أنه أول مرة يقولها في حياته: «أنا فخور جدا بنفسي، ولأول مرة أقول الجملة دي من يوم ما اتولدت، حقيقي جه الوقت اللي افتخر به بنفسي، وأقول لنفسي برافو على كل تعب أواجهه وأعدي منه، برافو وأنا عندي 21 سنة ومحقق 29 ميدالية.. ميدالياتي سبقت عمري».
رحلة طويلة ومستمرة مع البطل، متنقلا خلالها، بين الأطباء ومراكز الأشعة، ومعامل التحاليل، لكنه لا يستسلم أبدا لوضعه الذي لم يختره، لكنه بإرادة حديدية تجاوز مرضه وألمه وإعاقته وحقق المستحيل، لا يعرف اليأس أو الإحباط، ودائما ما يردد داخل نفسه، بأنه لا يزال في بداية الطريق، مشددا في نهاية حديثه: «ولو فاضلي يوم في الدنيا بردو مش هستسلم، ولا روحي هيدخل جواها اليأس».
تعليقات الفيسبوك