مبادرة شبابية لتغطية الأسقف
مع اقتراب دخول فصل الشتاء تبدأ المعاناة، وتتولد حالة من الذعر لدي أصحاب بيوت الطوب اللبن، لأن تساقط الأمطار يضر بمنازلهم وأثاثها، ويعرض حياتهم للخطر وإصابتهم بأمراض شديدة، لذا قرر مجموعة من الشباب بقرية بشبيش بمحافظة الغربية، إزاحة الهم عن أصحاب تلك البيوت من خلال توفير «مشمع»، لحمايتهم من تساقط الأمطار الغزيرة التي تسبب تدمير بيوتهم مما تدفعهم لتركها طوال فترة الشتاء.
يروي «محمد أيمن»، صاحب الـ28 عامًا، ابن قرية بشبيش لـ«الوطن»: «الناس عايشة في بيوت غير آدمية، وفي فصل الشتاء بيترعبوا من العيشة في بيوتهم، فبيسيبوا البيوت ويروحوا يدوروا على مكان يقعدوا فيه طول فترة الشتاء، لأنها مصنوعة من الطين فالدنيا بتتبهدل، عشان كده قررنا نساعدهم».
أطلق «محمد» خريج كلية التجارة جامعة الأزهر، المبادرة بالاتفاق مع مجموعة من أصدقائه لمساعدة تلك الفئة من الناس، خاصة كبار السن الذين يجبرون على العيش في هذه البيوت، متحملين الشتاء وما يسببه من أضرار لمنازلهم، لذا قرروا شراء الغطاءات البلاستيكية لتغطية الأسطح وحمايتها من الشتاء.
«المشمع سعره بيتراوح ما بين 300 و500 جنيه على حسب مساحة السطح، لكن الناس مش معاها المبلغ ده، عندهم حاجات تانية مهمة زي العلاج أو الأكل، فبيحاول يعيش هو ونصيبه»، هكذا وضح «محمد»، معاناة تلك الفئة من أهل القرية، ولا يتوقف عمل المبادرة على أغطية للأسطح فقط، بل استمر الأمر لتركيب أغطية بلاستيكية على أعمدة الكهرباء لحماية الأطفال من الكهرباء، خاصة مع هطول الأمطار في فصل الشتاء.
يبدأ محمد ورفقاؤه في تجميع الأموال قبل حلول الشتاء، من خلال نشر منشورات علي مواقع التواصل الاجتماعي بعدد البيوت التي تحتاج إلى الأغطية والمبلغ المطلوب تجميعه، ويتم تجميع التبرعات لشرائها، ليتوجهوا بعد ذلك إلى البيوت لتركيبها على الأسطح، في بعض الأحيان تحتاج الأسطح إلى عروق خشبية أو إلى سلالم للصعود لتركيب الغطاء.
«الناس بتزعل من التصوير بيفتكرونا بنصور عشان الشهرة أو نعمل شو على السوشيال ميديا، بس إحنا مش بنعمل عشان كده إحنا هدفنا أننا ننشر الخير ونعرف الكل يعمل زينا خير»، بحسب «محمد»، الذي أوضح أن هدفه من نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، هو نشر الخير وتنمية ثقافة العمل التطوعي لدى الشباب في كل البلاد ليعم الخير وليترك إرثا طيبا لأبنائه في المستقبل.
تعليقات الفيسبوك