رغم أن الظروف في الأشهر الماضية لم تكن على ما يرام مع الكثيرين بسبب تداعيات فيروس كورونا، خاصة من طائفة العمال والصنايعية، إلا أن محمد الجزار، 47 عامًا، الذي يمارس مهنة النقاشة، خصص يومين في الأسبوع يعمل فيهم مجانًا، من أجل تخفيف الأعباء على أصحاب الشقق غير مكتملة البناء، والمقبلين على الزواج، نظرًا لارتفاع أسعار الخامات أيضًا.
يحكي «محمد»، الذي يقطن في منطقة البساتين، لـ «الوطن»، أنه دشن مبادرته منذ عدة أيام لسببين فقط، أولهم هو زكاة عن صحته، والأخير لتخفيف الأعباء على الشباب المقبل للزواج، فتلك الفترة تعد من أصعب المراحل العمرية عليهم، مضيفًا: «الجمعة هي الإجازة بتاعتي، والسبت مش مهم هشتغله مجاني برضه، عملت كده عشان سببين، الأول يمكن ربنا يرزقني ويكفيني شر الأمراض، والتاني عشان الأسعار الغالية».
اهتمام «محمد» بمعاناة الشباب المقبل على الزواج
لم ينظر «محمد»، البالغ 47 عامًا من عمره، لنفسه فقط، بل اتجهت أنظاره نحو الشباب ومعاناتهم، فسعر اليومية التي يحصل عليها العامل بلغت 250 جنيهًا، وبعد حساب التكاليف التي من بينها الخامات، أصبح الشاب أو الزبون، عليه دفع ما يقرب من 2000 جنيه، ويستمر ذلك الرقم لعدة أيام متتالية: «لو حسبتها بالمصاريف هنلاقي أنه بيدفع 2000 جنيه في اليوم، لأنه كل عامل بياخد 250 جنيه، غير المصاريف بتاعة الأكل والشرب والسجاير، وفيه ناس مش معاها تدفع المبلغ ده».
كان أول عمل مجاني يقوم به «محمد»، أمس الجمعة، حيث تواصل معه أحد الشباب الذي يرغب في طلاء غرفة بشقته، التي من المفترض أن يقطن بها يوم الثلاثاء القادم، وهو حفل زفافه، وتكلفتها تصل إلى أكثر من 1500 جنيه، ولكن الشاب أعطى لـ «محمد»، مبلغ 200 جنيه، ولكن الأخير رفض آخذها.
«محمد» يناشد بتدشين صندوق للعمال
منذ شهر رمضان الماضي، ويعاني «محمد»، من ندرة الإقبال على الدهان، مما جعله يقترح تدشين صندوقًا لدعم العمال أصحاب اليومية الواحدة، إذ يقوم الصندوق على دفع جميع العمال مبلغ يومية كل شهر: «لو الصنايعي بيقبض 250 جنيه في اليوم، يحطهم في الصندوق كل شهر، ومع دعم الدولة ممكن نعمل حاجة نعمل بيها مشروعات للشباب اللي شغالين باليومية».
تعليقات الفيسبوك