منذ ما يقرب 99 عامًا، وتحديدًا في 4 نوفمبر عام 1922، كان فريق من علماء الآثار يفحصون كل شبر من منطقة وادي الملوك في الأقصر، والتي كانت في ذلك الوقت عبارة عن أرض قاحلة لا حياة فيها، وبعد الكثير من العمل الشاق استطاع هوارد كارتر أن يعثر على مقبرة الملك توت عنخ آمون، ولا يزال اسم الفرعون يثير الرعب حتى الآن بسبب لعنته.
تعود بداية القصة إلى نوفمبر عام 1922، عندما اكتشف عالم الآثار هوارد كارتر، مجموعة من الدرجات الحجرية التي أدت إلى العثور مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بالقرب من الضفة الغربية لنهر النيل، فمنذ جرى دفن حكام مصر القديمة وبجوارهم كنوزهم التي لا تقدر بثمن، بحسب موقعي «money week» و«history».
اكتشاف مقبرة الملك المصري عام 1922
ورغم نهب الكثير من الكنوز والمقابر على مدار السنوات الماضية، إلا أن «كارتر» الذي عمل سابقًا مديرًا لهيئة الآثار المصرية، كان مقتنعًا بوجود قبر توت عنخ آمون، الذي عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وتوفى عن عمر يناهز 19 عامًا.
وبعد 7 سنوات من البحث، استطاع أن يكتشف الجزء العلوي من الدرج المؤدي إلى القبر المفقود، في أواخر 1922، ومع ذلك، لم يتم فتح غرفة الدفن إلا في 16 فبراير 1923، في واحد من أكثر الاكتشافات الأثرية إثارة على الإطلاق.
محتويات قبر الملك توت عنخ آمون
وتابوت الملك توت عنخ آمون، مصنوع من الذهب الخالص يزن 110 كيلو جرامات، كما ضم القبر آلاف الأشياء الأخرى، العديد منها مغطى بالذهب، بما في ذلك المجوهرات والأسلحة. استغرق الأمر حتى عام 1932 حتى يتم مسح كل شيء وتصنيفه.
ورغم الاكتشاف العظيم، إلا أن بعثة الآثار كانت على موعد مع ما يسمى «لعنة الفراعنة»، فلم يمض وقت طويل حتى توفى اللورد كارنارفون في القاهرة عن عمر يناهز 56 عامًا، الراعي لحملة اكتشاف قبر الملك المصري، لتنتشر الأقاويل حول لعنة الفراعنة وأنها السبب فيما حدث.
لعنة الفراعنة لاحقت أعضاء البعثة
ورغم عدم العثور فعليًا على لعنة في القبر، إلا أن الوفيات في السنوات التالية لاحقت أعضاء البعثة، إذ أن السير أرشيبالد دوغلاس ريد ، الذي يُفترض أنه صور المومياء بالأشعة السينية توفى في ظروف غامضة في عام 1924.
كما توفى آرثر ميس، من فريق التنقيب بسبب التسمم بالزرنيخ في عام 1928، وبعد ذلك عُثر على ريتشارد بيثيل، سكرتير «كارتر»، مخنوقًا في سريره عام 1929، وانتحر والده عام 1930.

وفارق «كارتر» الحياة عام 1939 بعد عودته لبلاده، بسبب سرطان الغدد الليمفاوية، وفي عام 1972، بينما كان الضابط لانسدون، يشرف على جولة لمقتنيات توت عنخ آمون تمهيدًا لعرضها بأحد المتاحف في لندن، ركل الصندوق الذي كان يحتوي على القناع الذهبي للملك المصري، قائلًا: «ركلت أغلى شيء في العالم»، وبعد ذلك بينما كان يصعد السلم، انهار تحته فجأة، وكسرت رجله، وظل في الجبس لمدة خمسة أشهر كاملة، بحسب «سبوتينك».
حقيقة وجود لعنة الفراعنة
وأكد الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، في حديثه لـ«الوطن»، على أن الوفيات التي حدثت للكثيرين من أعضاء البعثة داخل المقبرة، كانت بسبب تحلل المواد العضوية الموجودة داخل المقابر الفرعونية لآلاف السنين والموجودة في القرابين.
وكان سبب اصطحاب المصريين القدماء للمواد العضوية هو تمهيدًا لاستخدامها في رحلة الحياة الأخرى، إذ أنه في عهد مصر القديمة كان الشعب يؤمن بالبعث والخلود، ومع مرور لوقت تحللت المواد العضوية مثل الطعام والشراب وأدت لحدوث غازات وأبخرة سامة وبكتيريا يموت الشخص بعد استنشاقها.
تعليقات الفيسبوك