مصطفى محمود
آلة حاسبة تسير على قدمين، ربما يكون وصفًا مناسبًا لعبقرية ذلك الشاب العشريني، يستطيع حساب حاصل ضرب أو قسمة أي رقم، ورغم ذلك فهو معه دبلوم تجارة فقط، وليست لديه مهنة يعمل بها، سوى أنه يجوب الشوارع لبيع المناديل الورقية.
في الساعات القليلة الماضية، انتشرت بعض الفيديوهات للشاب مصطفى محمود، 20 عامًا، وهو يجيب على أسئلة حسابية تكاد تكون مستحيلة، خاصة عندما سئل في أحد الفيديوهات عن حاصل ضرب 399 في 70، ليجيب بالرقم الصحيح في خلال ثانية فقط، لدرجة أنه قد يسبق الآلة الحاسبة.
يحكي «مصطفى»، لـ«الوطن»، أنه اكتشف موهبته منذ عامين، عندما لاحظ قدرته على الحساب الذهني وبدأ تنمية موهبته، مستخدمًا بعض الفيديوهات في موقع «يوتيوب»، وبعد 5 أشهر وجد نفسه تطور كثيرًا في الحساب، مضيفًا: «من سنتين اكتشفت موهبتي وبدأت أتعلم على يوتيوب، وبعد 5 شهور موهبتي بقت أحسن، وزادت تاني بعد سنة».
في إحدى قرى مدينة الزقايق بمحافظة الشرقية، ولد العبقري «مصطفى»، ليجد 3 بنات شقيقاته أكبر منه، ووالده يحاول توفير احتياجاتهم، عن طريق عمله كـ«مبيض محارة»، ولكنه الآن أصبح عاجزًا عن العمل بعد سقوطه من الطابق الرابع أثناء العمل.
تخرج «مصطفى»، في الإعدادية حاصلاً على نتيجة أعلى 90%، ولكن الحالة الاجتماعية جعلته يبتعد عن الثانوية العامة، نظرًا للمصاريف الكثيرة التي تتطلبها تلك المرحلة التعليمية: «أبويا دلوقتي تعبان ومبيشتغلش وأنا بصرف على إخواتي البنات وأمي، والحالة المادية صعبة جدًا، ومعنديش أي شغلانة غير إني أبيع مناديل في الشارع».
رغم تكرار السؤال عن حلمه، إلا أن «مصطفى» لا يرغب في استغلال موهبته بأي شكل، وتلخصت أحلامه في معاش لوالده ومشروع يكسب منه قوت يومه: «مش عاوز حاجة غير مشروع أكل منه عيش».
تعليقات الفيسبوك