إيهاب قبل وبعد خسارة الوزن الزائد
وزنه الزائد، الذي تخطى ربع طن، سلب منه لذة الحياة ومتعة الحركة، وأجبره على أن يترك عمله، فهو لا يستطيع الجلوس على كرسي، ولا يمكنه أن يتنفس بشكل طبيعي، أو حتى يقف أو يمشي، مما جعله يشعر أن أحجارًا معلقة في جسمه، بالإضافة إلى فقده لأخيه الأكبر الذي توفى لذات الأسباب، كل ذلك أجبره على أن يصبح إنسانا طبيعيا ذو وزن مثالي، من خلال تجربة قاسية.
إيهاب حافظ، 47 سنة، قبل 3 سنوات، كان وزنه 232 كيلوجرام، ودفعه ليخوض تجربة غيرت حياته، اجتازها بنجاح باهر، والآن ينقل خبرته للآخرين، حتى ينقذهم من مصير أخيه الأكبر.
يحكي إيهاب، الحاصل على كلية تجارة، لـ«الوطن»: «البداية كانت في التسعينيات، وزني وقتها وصل 190 كيلو، عملت دايت عادي جدا، رحت مكتبة في شارع القصر العيني، جبت منها كتاب عن السعرات الحرارية، لقيت إن جسم الإنسان اللي في سني وقتها محتاج 2000 سعر في اليوم، فقررت بيني وبين نفسي، وده طبعا غلط ومش علمي، إني هاخد 200 سعر حراري بس، وبالفعل خسيت في 11 شهر حوالي 97 كيلو».
تجربة «إيهاب» الأولى تصيبه بآثار جانبية خطيرة
تجربة إيهاب في التسعينيات كانت قاسية جدا، لدرجة أنه فقد مع وزنه الزائد جزءا من صحته «أنا نجحت إني أخس لكن شكلي بقى مرعب، بقى عندي هزال وضعف وشعري بيقع وكنت بقع في الشارع، لأني خاسس بشكل غلط، فبطلت النظام ده ورجعت أتخن تاني، لغاية من 3 سنين وصلت 232 كيلو».
وفاة الأخ بسبب الوزن الزائد يدفع «إيهاب» لتجربة جديدة
وصول إيهاب لوزن أكثر من ربع طن أعطاه دفعة لكي يسترجع جزءا من صحته، لكنها دفعة بسيطة سرعان ما هدأت، لتأتي عاصفة تجبره على أن يغير حياته: «بدأت أعمل دايت عادي جدا ووصلت لـ207 كيلو، وبعدين جاتلي انتكاسه وبدأت أخرب النظام الغذائي، وفي نفس الوقت أخويا الكبير كان عنده مضاعفات تخن وسكر ومات، ولما دخلت عليه وهوبيتغسل المنظر كان صعب، المنظر كان صدمة بالنسبة لي، ووقتها قررت أغير حياتي».
من هنا، بدأ إيهاب رحلته: «وقتها قلت أنا هقعد أذاكر أوشوف هوصل لإيه، وأنا بحب أقرا جدا، وقعدت أدور على حد بيتكلم بره الصندوق، لغاية ما خبطت في فيديو كدا لدكتور اسمه دكتور بيرج، أمريكي إنجليزي، لاقيته بيتكلم عكس الدكاترة اللي أعرفهم تماما، مش بيتكلم في الدايت، بيتكلم في علم التغذية عموما».
«في الفيديو قال كلمة، دي اللي غيرت حياتي، إن اللي عنده أوزان رهيبة جدا، أكتر من 200 كيلو، دول لازم يتعالجوا سلوك إدمان لأنهم مدمنين، مش أكل بس، فبدأت أشوف مين هيعالجني سلوك إدمان، عرفت في واحدة اسمها سوزان وبقيت كل يوم أصحى أحط السماعات في ودني وأشوف هتقول إيه وأقرأ مقالات، وبالورقة والقلم بقيت أذاكر وراها وورا غيرها».
لم يضع الرجل البالغ من العمر 47 سنة في حسبانه الميزان أو الوقت، وانطلق، ليجد نتيجة مبهرة بعد شهور قليلة: «في أول 6 شهور كنت عارف إني بنجح لأن لبسي بيوسع، لغاية أول مرة وزنت نفسي، كنت معدي من جنب صيدلية بالصدفة، فقلت أوزن نفسي، لقيت إني خاسس 32 كيلو، ساعتها عيطت»، والتكلفة المادية التي اعتمدها إيهاب بسيطة جدا مقارنة بالنتائج: «كل ده أنا عملته بتكلفة 500 جنيه في الشهر بالظبط».
تحدي مختلف يخوضه «إيهاب»
لم يفت إيهاب فرصة لكي يخوضها: «لغاية من 5 شهور فاتت كان وزني 123 كيلو، وقررت أخوض تحدي تاني بقى، في التسعينات لما خسيت كنت شبه الرجل العجوز وجالي هزال، عشان كدا قلت أنا عايز أغير شكل جسمي كأنه مشدود وكأني شاب صغير، قعدت أقرا لغاية ما وصلت للنتيجة اللي أنا عليها دلوقتي».
ختام التجربة أكسب إيهاب رغبة ملحة ليبحث عن من يشبهه ويساعده ليصل بر الأمان «بحاول أساعد اللي عايز يخس، بس مش أي حد، مش حد مثلا عايز يخس 10 أو 15 كيلو، لا أنا ممكن أساعد واحد قرب يموت مثلا، تخين وحياته بنتهي ومش نافع معاه عمليات، دا زيي، بديله من تجربتي، وبنقل له طريقتي في العلاج نفسي والأكل».
تعليقات الفيسبوك