يقولون إن المطبخ مملكة المرأة، لكن عشق «عمر» لإعداد الطعام، يوضح أن تلك المملكة من الجائز جدا، أن يسيطر عليها رجل وليس امرأة كما هو معتاد، وهو الأمر الذي ينطبق على حالة هذا الشاب العشريني، الذي لم يستطع الحصول على وظيفة حكومية منذ تخرجه، رغم بحثه المتواصل لسنوات ومستمر حتى الآن، فلجأ إلى حبه للمطبخ ولإعداد الطعام، وعمل كـ «شيف»، مستغلا في ذلك قدراته الكبيرة في إعداد كل أنواع وأصناف الأكل المختلفة، التي اكتسبها بالأساس من والدته.
عمر محمد، شاب يبلغ من العمر 25 عاما، يعيش بمحافظة المنوفية، وحاصل على بكالوريوس لغة عربية، قسم مكتبات من جامعة الأزهر، وكان من المفترض أن يعمل كمدرس «حصة مكتبات»، وفقا لمؤهله الجامعي، لكن هذا لم يحدث، فأدار دفته نحو العمل بالمجال الذي يحبه، حتى يصل في يوم من الأيام إلى ما يحلم به، حسبما يحكي الشاب العشريني، في حديثه مع «الوطن».
عشق المطبخ منذ كان عمره 10 سنوات
بدأت علاقة «عمر» بالمطبخ مبكرا للغاية، بالتحديد حين كان طفلا يتخطى عمره حاجز الـ 10 سنوات، حيث يقول: «وقتها كنت بقعد اتفرج على أمي وهي بتعمل الأكل، وكنت حابب الموضوع أوي وبلقط منها بتعمله إزاي»، موضحا أن والدته حين لاحظت ذلك كانت حريصة على تعليمه كيفية إعداد وصفاتها المختلفة.
بدأ «عمر» كمساعد شيف
وبسبب حب «عمر» الشديد للمطبخ وما يخرج منه أكلات شهية، دفعه هذا للعمل كمساعد شيف، وأصبح من المسؤولين عن إعداد ولائم ووجبات الأفراح والعزومات، ويضيف خريج جامعة الأزهر: «كنت وقتها لسه طالب، بس كنت حابب المجال ده أوي، وعايز أتعلم كل حاجة فيه».
تنقل «عمر» بين أكثر من مطعم ليتعلم
ومن حينها وتنقل ابن محافظة المنوفية بين أكثر من مطعم للعمل به، موضحا: «كنت عايز أتعلم كل حاجة، كنت أنزل مع الشيف سخن، وبعدين اشتغل شوية في مطعم مشاوي وأتعلم منه برضه، وبعدين أنقل على مطعم أسماك، وفضلت فترة طويلة على كدا، لحد ما اتعلمت كل حاجة».
خبرات «عمر» صنعت منه شيفا جيدا
كل هذه الخبرات صنعت من «عمر» شيفا جيدا، بشهادة الكثيرين ممن تناولوا أطعمته ووصفاته المختلفة، كما أن نجاحه العملي ساعده على ممارسة هوايته في تربية الدواجن والبط، لدرجة جعلته معروفا بين أصدقائه ومعارفه بـ «شعب البطابيط»، ويحلم بأن يفتتح في المستقبل مطعما خاصا به، يستغل فيه كل قدراته مهاراته.
تعليقات الفيسبوك