«عطية» حاملاً ابنه المريض: «كان نفسى هو اللى يشيلنى»
منذ أن كان «إبراهيم» فى الخامسة من عمره، بدت عليه أعراض غريبة أقلقت والده، حركات غير طبيعية للجسم والرأس، استدعت طرق أبواب الأطباء، ليكتشف «الحاج عطية» إصابة ابنه بضمور فى المخ، ويبدأ معاناة لا تنتهى.
عطية ربيع، الكائن فى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، لديه ثلاثة أبناء: «أحمد وسيد» يعملان بأحد مصانع «الشرابات»، و«إبراهيم» الابن الأصغر، مصاب بضمور فى المخ، ويتكفل والده بعلاجه رغم عمله على عربة «كارو»، وفقاً لما ذكره لـ«الوطن»: «أنا شغال على عربية كارو، بنقل بيها عزال لحد أو حد احتاجنى فى مشوار، بيطلع لى فى اليوم 50 جنيه».
عندما لاحظ «عطية» حركات رأس «إبراهيم» اللا إرادية، اصطحبه إلى الطبيب، فاتضح أنه أصيب بضمور فى المخ، من هنا بدأ كفاح الأب لتغطية مصاريف علاج ابنه، وبحسب ما قاله: «بقيت أخرج أشتغل صبح وليل، وزوجتى شغالة فى مصنع، وبنحط القرش على القرش ونجيب له العلاج».
يخرج الرجل الخمسينى فى صباح كل يوم بالعربة «الكارو» إلى العمل، ويصطحب ابنه معه على العربة: «لما بسيبه فى البيت بيتخنق وبيتعب نفسياً، بيبقى عايز يشوف الشارع، فلما باخده الصبح معايا بيشوف العيال اللى قده رايحين المدرسة بيقعد يعيط».
بكل عجز وأسى، يحكى «عطية» عن رحلته فى علاج ابنه: «أول ما تعب، رحت بيه لدكاترة فى المنصورة وإسكندرية، وعملت له إشاعات وجبت له حقن وعلاج، هو بيجيب نتيجة بس غالى، كل شهرين بدفع ألف ونص، وولاد الحلال بيساعدوا، بس اللى هيساعدك مرة مش هيساعدك التانية، وأنا ببقى محرج أوى، دا غير إنى طول الوقت بحسّ بعجز قصاد ابنى».
يحلم «عطية» بعلاج ابنه، حتى يعيش حياة عادية، كغيره من الأطفال، ويكون سنداً له فى المستقبل: «كان نفسى هو اللى يشيلنى».
تعليقات الفيسبوك