روان حسن
«هو التليفزيون اللي هيدخلك كلية الطب»، بهذه الكلمات بدأ الخلاف بين روان طالبة الثانوية العامة بمحافظة كفر الشيخ، والتي كانت تحلم منذ نعومة أظافرها بالالتحاق بكلية الطب، ووالداتها التي كانت تحرص على ألا تضيع ابنتها ولو ثانية واحدة في أي شيء غير مذاكرة دروسها.
لم تكن الأم تدري أن هدوء ابنتها هذه المرة وعدم تلبيتها لرغبتها بإغلاق التلفاز، هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؛ فاختمرت في ذهن الفتاة والتي بدأت تشعر بزيادة الضغوط والتضييق عليها من جانب أسرتها، فكرة الهروب من المنزل، وترك الدراسة وحلمها الذي أصبح عبئا عليها.
خرجت روان حسن شحاتة، من بيتها يوم السبت الماضي؛ بغرض التوجه إلى الدرس، ولم تعد من وقتها، وفوجئ والدها بأنها لم تذهب للدرس، وقال لـ«الوطن»: «يوم الخميس والجمعة حصلت مشاكل بين روان ووالدتها بسبب التليفزيون وهي في ثانوية عامة ولازم تذاكر كويس، اتخانقوا مع بعض وحصل بينهم خصام»، وفي اليوم التالي خرجت «روان» من المنزل لتتوجه إلى الدرس، لكن اكتشفنا أنها مراحتش الدرس حسب كلام صحابها ومرجعتش تاني».
وأضاف الأب: «أصحابها اتصلوا بيا بعد الدرس عشان يسألوني عليها لأنها معهاش تليفون ومش عارفين نوصلها».
وتابع والد «روان»: «بنتي ملهاش في الفيس ولا أي حاجة حتى لما بتكون عايزه تشوف حاجة للمذاكرة كانت بتاخد تليفون والدتها أو أخوها لأنها مش معاها تليفون».
وتابع الأب والدموع تتساقط من عينيه: «أنا بثق في أخلاق بنتي، حافظة القرآن كله ومن البيت للدرس ومن الدرس للبيت»، لافتا إلى أنه بحث عنها في المركز والقرى دون جدوى.
في البداية لم يوافق الأب على تحرير محضر باختفاء ابنته، ولكن بعدما طال غيابها لجأ للشرطة، موضحا: «مكنتش عايز شوشرة على بنتي، عندها 17 سنة وأي كلمة هتتقال عليها هتمسها، لكن لما الغياب طول مكانش قدامي حل إلا أني أبلغ وأعمل محضر عشان يدوروا عليها معايا».
تعليقات الفيسبوك