د. نزار عبد الفتاح.. طبيب جراحة العيون
أحيانًا يفكر المرضى في مكافأة الأطباء بعد ساعات عمل شاقة معهم أو مداواة مرض يعانون منه أو الاستمرار معهم لأيام طويلة يسألون عن حالة مرضهم ويتابعون مرحلة العلاج خطوة بأخرى، وهو ما أقدم على فعله مريض مُسن يتخطى سن الـ70، الذي قرر مكافأة طبيبه بـ«كيس» كبير ممتلئ بحبات البطاطا؛ تقديرًا له.
الدكتور نزار عبدالفتاح، طبيب جراحة العيون، أحد أبناء محافظة الإسكندرية، أثناء عمله بإحدى عيادات العيون، فوجئ بأحد مرضاه يزوره في المستشفى نظرًا لمعاناته من مضاعفات عملية عيون أجراها سابقًا بالعيادة، يروي طبيب العيون لـ«الوطن»: «كانت حاجة بسيطة ومتوقعة بسبب مضاعفات العملية، عملنا له إجراء بسيط عشان النظر يرجع لطبيعته تاني، وكان مُمتن جدًا للعناية اللي تلقاها عندنا».
المريض يزرع بعض أنواع الخضراوات مثل البطاطا والكوسة وغيرها، فقرر مكافأة الطبيب بشيء بسيط يعبر عن حبه وتقديره لما قدموه له: «لما كان جاي المستشفى كان معاه كيس بطاطا، وقرر يدينا هدية بسيطة من الحاجات اللي تعب وبذل مجهود فيها، وهي محصول البطاطا، هو حب يعمل كده بسبب إحساس معين في قلبه ومشاعره».
تأثر الطبيب «نزار» والكثير من الأطباء بموقف المريض، فما فعله المريض لا يقدر بمال، ويحكي معاني كثيرة للغاية: «من أهم المعاني هي التقدير اللي بيبذله الطبيب في خدمة المريض».
ظن «نزار» في البداية أن ما قدمه المريض له ليس هدية، بل هناك حدث ما في المستشفى دفع المريض لشراء البطاطا معه، يستكمل: «قعدت شوية على ما فهمت إن هو اللي جايب البطاطا عشان يديها للطاقم الطبي اللي عالجه، قلت له دي أغلى هدية جات لي في شغلي وشكرته، وكل طاقم التمريض صوّر واتأثر بالمشهد».
وكان الكاتب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق روى قصة تشبه ما مر به الطبيب نزار عبد الفتاح، ففي كتابه «الطريف في طب الريف»، روى أنه خيّط جرحًا لطفلة صغيرة فقيرة حافية القدمين عانت من جرح كبير في جبهتها، وبعد أن عالج جرحها أتت له بعد أسبوع إلى عيادته حاملة «كوز ذرة مشوي»، وكتب «توفيق» قائلًا: «كان هذا أعلى أجر نلته في حياتي.. التهمت الكوز في نهم.. وأعتقد أنه ألذ كوز ذرة أكلته في حياتي».
تعليقات الفيسبوك