يعتبر أندريه تشيكاتيلو، الشهير باسم «جزار روستوف» أو «المجنون»، واحدًا من أبشع السفاحين في تاريخ روسيا، حيث قتل 56 طفلا على مدار 12 سنة، بطريقة وحشية، إذ كان يفترس الأطفال والمشردين الصغار، ويأكل أجزاءً من أجسادهم.
وُلد السفاح أندريه رومانوفيتش تشيكاتيلو، في 16 أكتوبر 1936، في قرية تقع في قلب ريف أوكرانيا، داخل الاتحاد السوفيتي، خلال الثلاثينيات، ويُعتقد أنه عانى من استسقاء الرأس (ماء على الدماغ) عند الولادة، مما تسبب له في مشاكل في الجهاز البولي والتناسلي، بما في ذلك التبول في الفراش وبعض المشاكل الجنسية، بحسب موسوعة «murderpedia»، التي تُعتبر أكبر قاعدة بيانات للقتلة المتسلسلين والسفاحين في جميع أنحاء العالم.
فشل في امتحان القبول في جامعة موسكو الحكومية، وعقب فترة الخدمة الوطنية انتقل إلى روديونوفو- نسفيتيفسكي، وهي بلدة بالقرب من مدينة روستوف، في عام 1960، حيث أصبح مهندس هواتف، وتزوج فتاة تدعى فاينا، عام 1963، وعلى الرغم من مشاكله الجنسية، وقلة الاهتمام بها، أنجب طفلين، وعاش حياة أسرية طبيعية ظاهريًا.
في عام 1971، صار معلما في مدرسة في روديونوفو- نسفيتيفسكي، ولكن عندما أجبرته سلسلة من الشكاوى حول الاعتداءات غير اللائقة على الأطفال الصغار على الانتقال من مدرسة إلى أخرى، استقر أخيرًا في مدرسة للتعدين في منطقة شاختي، بالقرب من روستوف.
جرائم «جزار روستوف»
في 22 ديسمبر 1978، قتل تشيكاتيلو ضحيته الأولى، إذ استدرج الطفلة لينا زاكوتنوفا البالغة من العمر 9 سنوات إلى مكان مهجور، وحاول اغتصابها، وفي محاولة للسيطرة عليها، قتلها بالسكين ثم اغتصبها، ما يؤكد علاقته النفسية بالموت العنيف والإشباع الجنسي الذي استمر في جميع جرائمه.
كان شاهد عيان رأى تشيكاتيلو مع الضحية، قبل وقت قصير من اختفائها، لكن زوجته أعطته حجة من حديد مكنته من التهرب من أي اتهام، بأنه كان معها، وعلى مدى 3 سنوات من هذه الواقعة، لم يرتكب أي جريمة، وظل يواجه مزاعم إساءة معاملة الأطفال، ووجد أنه من المستحيل العثور على وظيفة أخرى كمدرس، وتم تسريحه من مدرسة التعدين، في أوائل عام 1981.
عمل بعدها كاتبا في مصنع للمواد الخام في روستوف، ومنحه هذا المنصب وصولاً غير محدود إلى مجموعة واسعة من الضحايا الشباب، على مدى السنوات التسع التالية.
أساليب تشيكاتيلو تتمثل في قتل ضحاياه أثناء ممارسة الجنس معهم، حتى يفرض سيطرته عليهم، بالخنق أو الطعن والتكميم في الأرض لمنع الصراخ، كما طور نمط من الهجوم يجعله يركز على الأطفال من كلا الجنسين، الذين يصادفهم في محطات القطارات ومحطات الحافلات، قبل استدراجهم إلى مناطق الغابات القريبة، ليرتكب جرائمه ثم يستخدم السكين لتشويههم.
في عدد من الحالات، أكل تشيكاتيلو بعض أعضاء ضحاياه، وأزال أجزاء من الجسم مثل أطراف أنوفهم أو ألسنتهم، وفي الحالات الأولى، كان النمط الشائع هو إلحاق الضرر بمنطقة العين وإزالة مقل العيون في كثير من الحالات، وهو فعل نسبه تشيكاتيلو لاحقًا إلى الاعتقاد بأن ضحاياه يحتفظون ببصمة وجهه في عيونهم حتى بعد الموت.
سقوط سفاح روسيا الشهير
ألقي القبض على تشيكاتيلو في 20 نوفمبر 1990، بعد سلوك مشبوه ارتكبه، لكنه رفض في البداية الاعتراف بأي من عمليات القتل، لذا قرر المحققون السماح لطبيب نفسي اسمه بوخانوفسكي بالتحدث إليه، في محاولة لفهم عقل القاتل من سياق علمي.
تشيكاتيلو، الذي شعر بالإطراء الواضح من هذا النهج، فتح الباب أمام الطبيب النفسي، حيث قدم تفاصيل شاملة عن جميع عمليات القتل التي ارتكبها، بل وقاد الشرطة إلى موقع الجثث التي لم يتم اكتشافها من قبل، واعترف أنه أودى بحياة 56 ضحية، على الرغم من أنه لم يتم العثور إلا على 53 منهم فقط.
محاكمة «جزار روستوف»
بعد أن تم إعلانه عاقلًا وصالحًا للمثول أمام المحكمة، ذهب تشيكاتيلو إلى المحكمة في 14 أبريل 1992، وطوال المحاكمة احتُجز في قفص حديدي مصمم لإبقائه بعيدًا عن أقارب العديد من ضحاياه.
سمته وسائل الإعلام باسم «المجنون»، واستمرت محاكمته حتى أغسطس 1992، وبشكل مفاجئ،، ولم يتم الإعلان عن الحكم إلا بعد شهرين، في 15 أكتوبر، عندما أدين تشيكاتيلو في 53 جريمة قتل، وحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص، ونُفذ الحكم في 14 فبراير 1994.
تعليقات الفيسبوك