ستجد «عبد الله» طالباً داخل جامعته، يرتدي أفضل الملابس، ويدرس اللغات الشرقية وسط زملائه، وستفاجأ بنفس الشخص مرتدياً ملابس تكسوها قطرات «الجبس»، لدرجة ستجعلك عاجزاً عن تحديد الشكل الأصلي لتلك الملابس، خاصةً وأن صاحبها لا يهتم بكم القطرات التي ستسقط عليها، طالما أنه في النهاية سيصنع لوحة فنية بديعة من هذا «الجبس» البارع في نحته.
طالب جامعي و«صنايعي جبس»
«عبدالله أحمد الجوهري»، يبلغ من العمر 20 عاماً، يعيش بمركز «هيها» في محافظة الشرقية، ويدرس اللغات الشرقية بكلية الآداب، إلى جانب عمله كـ«نحات وصنايعي جبس».
وبدأ طالب كلية الآداب العمل بهذه الصنعة، حين كان طفلاً يبلغ من العمر 12 عاماً فقط، حيث أكد «عبد الله»، في حديثه لـ«الوطن»: «بأشتغل من وأنا طفل 12 سنة مع أخويا، صبي عامل، من أول ما بدأ في مجال نحت الجبس، من حوالي 8 سنين».
ومنذ أن بدأ طالب اللغات الشرقية حكايته مع هذا العمل، كان ينتوي من البداية أن يتعلم ويحترف هذه الصنعة، حتى يوكل إليه عمل إحدى الشقق أو المنازل التي يعملون عليها، كصنايعي صاحب للعمل، وليس مجرد أحد العمال، وأوضح في هذا الصدد: «من اللحظة الأولى وكنت عايز أبقى صنايعي يشيل شغل لوحده، والحمد لله قدرت أعمل ده بفضل تعليم أخويا الكبير ليا».
«عبد الله»: «بنصمم قوالب جبس وبنصدر للخارج»
واستطاع «عبد الله» أن يحقق نجاحاً كبيراً على مستوى هذه الصنعة رفقة شقيقه: «بننحت شغل جبس في كل محافظات مصر، ومش بس كدا، بنصمم قوالب سيكلون كمان، وبنقدر ننفذ أي شغل العميل بيطلبه، وكمان بنصدر قوالب من نحتنا خارج مصر».
«مهنة العمر» بعد الدراسة
ويتعامل طالب كلية الآداب مع هذه الصنعة على أنها «مهنة العمر» بالنسبة له، لن يتركها بعد أن ينهي دراسته للغات الشرقية، حيث سيحاول الجمع بين صنعته وعمله المستقبلي بمجال دراسته، حسبما يحكي «عبدالله»، كاشفاً في نهاية حديثه لـ«الوطن»، أنه يحلم بأن يعلم كل الناس عن ما يقدمه من فن بهذا العمل رفقة شقيقه.
تعليقات الفيسبوك