في البداية كان الخوف من الفشل يسيطر عليها بدرجة كبيرة، وذلك لأنها لم تعتاد في حياتها إلا على النجاح، بعد أن نجحت على المستوى العملي كمهندسة مدني بإحدى أكبر شركات المقاولات، وكذلك على المستوى الأسري كأم لـ 5 بنات تحاول دائما أن تقدم لهن أفضل الرعاية اللازمة، حتى يصبحن نافعات لأنفسهن ولمن حوالهن.
اتخذت المهندسة داليا محمود، القرار الذي لم يكن بالسهل عليها، وبدأت رحلة اجتهاد وعمل وتعلم لـ فن الديكوباج، ومن بعده فن الهاند ميد بمختلف أنواعه، والذي أنصفها في النهاية وأضاف لنجاحاتها شكلا وطعما، بعدما وصلت منتجاتها وصناعتها إلى الإمارات وغيرها من الدول، بالإضافة إلى عدد من المذيعات والإعلاميات.

خريجة كلية الهندسة جامعة القاهرة، عام 2000، عملت بشركة مقاولات بمدينة 6 أكتوبر، وحققت خلالها الكثير من النجاحات، ورغم ذلك كانت تبحث عن تحدي جديد، ووجدت في فن الديكوباج ضالتها، رغم أنه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بعملها الأساسي: «طبيعة شغلي بعيدة تماما عن الفن وسط الطوب والزلط».

المهندسة داليا خائفة من «صاحب بالين كداب»
وتقول «داليا» في حديثها مع «الوطن»: «في البداية كنت خايفة إني أجمع بين شغلتين، ومن مبدأ صاحب بالين كداب، وأين سأجد الوقت الكافي لذلك»، لكنها اكتشفت أن حقيقة الأمر عكس كل تخوفاتها وأن عملها الأساسي بالهندسة ساعدها بشكل كبير في النجاح كإحدى مبدعات فن الديكوباج، ومن بعده أتقنت باقي فنون الهاند ميد أيضا بمختلف أنواعه.

فيروس كورونا أتاح لها الوقت
وجاء وباء كورونا بكوارثه الكثيرة على العالم أجمع، لكنه ساعد المهندسة على توفير الوقت الذي كانت تحتاجه لتتعلم فن الديكوباج: «مع دخول جائحة كورونا ابتديت اروح شغلي يومين في الأسبوع، وبقى عندي وقت فراغ مش متعودة عليه كامراة عاملة».
وبدأت المهندسة داليا أم البنات رحلة تعلمها لهذا الفن، معتمدة على التعليم الذاتي من مواقع الإنترنت المختلفة، بالإضافة إلى العديد من الدورات التدريبية تحت قيادة أهم فناني هذا المجال في مصر، وإلى جانب عدد من الكورسات الأون لاين تحت قيادة الكثير من الفنانين الأجانب، حتى احترفت هذا الفن وأنتجت من خلاله الكثير من المنتجات بينها ساعات حائط خشبية وصفتها «داليا» بالأكبر في السوق المصري حيث يصل قطرها من 50 سم إلى 100 سم، التي أعجبت الكثيرين الذين حرصوا على اقتنائها كقطع ديكور أساسية بمنازلهم، بحسب تصرحات المهندسة داليا.
وتضيف: «ليا أصدقاء ومعارف كثيرة في دولة الإمارات بحكم إني قضيت طفولتي هناك، وكتير منهم طلبوا ساعات ولما وصلتلهم كانوا مبهورين بيها، ودايما كانت كلمتهم المشتركة بينهم كلهم، الصور ظالمة حلاوة المنتج».

عملاؤها من المشاهير
عملاء المهندسة من المشاهير أيضا، والذين كان أحدثهم الإعلامية دعاء عامر، والتي حرصت هي الأخرى على شراء ساعة منها لتزين بها منزلها، ومن قبلها كانت الإعلامية ريهام الديب التي حرصت هي الأخرى على شراء منتجات المهندسة.
وتتابع «داليا»: «اتفاجئت بطلب أوردر من المذيعة الجميلة الأستاذة دعاء عامر، كانت بتجدد فرش بيتها وطلبت (ساعة وبوكس مناديل وباسكت) يليقوا على ديكور بمنزلها»، كاشفة أن أكثر ما أسعدها أن الإعلامية وصلت إليها بعد المفاضلة بين أكثر من فنانة وصانعة يقومن بإنتاج نفس المنتجات، لكنها وجدت أن المهندسة الأكثر تميزا بينهن.

دعم وتشجيع
لزوج المهندسة دور كبير وهام في كل نجاح حققته والذي كان أخره ما وصلت إليه بفن الديكوباج، بعدما ساعدها وشجعها ودعمها نحو الاتجاه إلى هذا الفن بحكم أنه يعمل بالأساس مدير تصوير وإضاءة سينمائية فلديه بالأساس تقدير كبير للفن وكل من يمتهنه، كما أن والدتها كانت خير الداعمات لها أيضا، خاصة أنها امتهنت الفن هي الأخرى من قبل: «مامتي كمان من أكثر الناس اللي ساندتني وشجعتني بحكم أنها فنانة وكانت من مؤسسي أكبر المعارض الفنية في الإمارات».
حلم أم البنات
وتحلم المهندسة أم البنات بأن تتوسع ورشتها بشكل أكبر وتحقق المزيد من النجاحات خلال الفترة القادمة، كاشفة في نهاية حديثها مع «الوطن»، أنها تتمنى أن تستطيع بفضل علمها أن تحول هذه الورشة إلى أكبر مصنع في مصر والشرق الأوسط لإنتاج ساعات الحائط كبيرة الحكم وكل منتجات الهاند ميد.
تعليقات الفيسبوك