في النهار ستجده بين طلابه يمارس مهنته كـ مدرس جامعي حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال والتسويق إلى جانب ماجستير في التعليم والإبداع، وبعد نهاية عمله الأكاديمي ستجده شيف بيتزا، وأحيانا كاشير، وأخرى عامل توصيل طلبات في مطعمه بين زملائه وزبائنه، يعمل بجد من أجل أن يحافظ على نجاح مطعمه الذي أصبح شريكا به، بعدما ظل يكافح لسنوات بمشروعه الأول «عربية برجر».
والحديث هنا عن عمرو فهمي، شاب في مقتبل الثلاثينات، أستاذ جامعي وفي نفس الوقت شيف وشريك بمطعم بيتزا، ويسكن بطريق مصر إسكندرية الصحراوي بالقرب من المتحف المصري الجديد.

عربية برجر
بدأ «عمرو» حكايته مع عالم الأعمال والمشاريع الصغيرة بـ«عربية برجر» قبل حوالي 4 سنوات، وحينها كان يمارس عمله الجامعي والتدريس إلى جانب مشروعه الصغير، الذي كان بمثابة البذرة التي أوصلته لكل هذا النجاح بعد ذلك.
ويقول المدرس الجامعي، في بداية حديثه مع «الوطن»: «أنا بحب فكرة المشاريع والأعمال بشكل عام، ومشاريع الأكل من أهم المشاريع اللي من السهل ومن الممكن أن أي حد يبدأ بيها واحدة واحدة».
ويوضح أنه من هذا المنطلق بدأ أول مشاريعه بـ «عربية برجر» في عام 2017، وكانت بمثابة التجربة الغنية بالنسبة له بشكل كبير رغم الصعوبة التي كانت تواجهه في كيفية تنظيم وإدارة وقته بين عمله بالتدريس وعمله على «عربية برجر»، وذلك لأنه كان يقوم بكل شيء يخص عمله بمشروعه بنفسه.

مطعم بيتزا
وبعد مشروعه الأول أراد الأستاذ الجامعي أن يبدأ بمشروعه الكبير مطعم بيتزا، فظل يبحث عن شركاء محل ثقة بالنسبة له، حتى وجد ضالته وأصبح الحلم حقيقة.
ويضيف «عمرو»: «فعلا الحمد لله عملت مشروع Pitsa Pizza مع 2 شركاء، ومبسوط الحمد لله من التجربة والتدرج من عربية أكل لمطعم».
ولا يتعامل الأستاذ الجامعي مع مطعمه على أنه أحد الملاك فقط، بل يحرص على تجربة كل أدواره رفقة باقي العاملين بالمطعم، فأحيانا تجده شيف يعد البيتزا وأحيانا أخرى عامل توصيل وأحيانا كاشير.
ويشير «عمرو»، إلى أنه يستطيع أن يترك عمل البيتزا إلى أحد شيفات المطعم، لكنه يحرص على القيام بذلك بنفسه حتى يستوعب ويفهم كل تفاصيل عمله ومطعمه.
ويتابع: «طبعا اقدر اسيب عمل الـPizza لناس تانيه فى المطعم، و ده بيحصل كتير، لكن لازم دايماً تكون إيدى أنا في الشغل، وأعمل البيتزا بنفسي، وأحاسب على الكاشير، وأرد على التليفون، وأروح أوصل الأوردر لحد باب بيت العميل، وده مش عيب، لأن مينفعش أكون صاحب المشروع ومش فاهم كل تفصيلة فيه».
ويوضح أن عمال المطعم حين يشاهدوه يعمل بيده رغم أنه أحد شركاء المطعم، يشجعهم ذلك على العمل بشكل أكبر لأنهم حينها يستوعبون جيدا أنه ليس هناك ما يسمى «حد شغال عند حد».

نموذج وقدوة
الدكتور عمرو فهمي يعتبروه نموذج ومثال وقدوه لطلابه بالجامعة، كما أنهم زبائن لمطعمه بالأساس، وكثيرون منهم حين يتصلوا لطلب الطعام من مطعمه يحرصون على إبلاغ من يرد عليهم بأنهم أحد طلاب الدكتور عمرو، وهذا أمر يسعد الأستاذ الجامعي بشكل كبير، حسب ورايته.
ويحلم «عمرو» بأن يكون اسمه معروف مستقبلا على مستوى كل الجهات التعليمية، وأن تتاح له الفرصة ليحاضر بهم حتى يشجع كل الطلبة من مختلف المدارس والجامعات على الاجتهاد والسعي دائما على مستوى الدراسة والعمل، مستطردا: «مش عايزهم ييجوا في سن معين ويقولوا كفاية تعليم لحد كدة».
كما يحلم أن يصبح لمطعمه فروع في كل مكان، وأن يصبح اسم مطعمه مشهور لدرجة تجعل الناس يطلبون منهم أن يفتتحوا مطاعم بنفس الاسم في محاولة لاستغلال علامتهم التجارية.


تعليقات الفيسبوك