عبير سعيد
تخرجت في الصف الثاني الثانوي عام 2015، وبدلا من أن تبدأ في مرحلة جديدة وهي الصف الثالث الثانوي، أصيبت بضمور في العضلات، جعل صحتها تتدهور وتفقد القدرة على الحركة تمامًا، ودخلت رحلة طويلة من العلاج، استمرت حوالي 5 سنوات، وبعد أن عادت صحتها تدريجيًا دخلت امتحانات الثانوية العامة هذا العام، وحصلت عبير سعيد، 23 عامًا، على مجموع 93%، وأصبحت مؤهلة للالتحاق بكلية الطب.
تتذكر «عبير»، ما حدث لها في الماضي، عندما احتجزت بأحد المستشفيات لمدة 23 يومًا، وأخذت تتنقل من عيادة إلى أخرى، أملاً في أن تلحق بالسنة الباقية لها في مرحلة الثانوية، ولكن الأمر تدهور أكثر وفقدت القدرة على السير، وأخذت فترة كبيرة لا تتحرك إلا باستخدام كرسي متحرك.
تحكي «عبير» لـ«الوطن»، أنها بدأت في التحسن منذ 3 سنوات، فبعد أن كانت لا تقدر على الحركة تمامًا، بدأت مرة أخرى في الوقوف على قدميها تدريجيًا، بعد رحلة علاج مع أحد أطباء المخ والأعصاب: «كل سنة كنت بأجل الثانوية لأني مابقدرش أتحرك خالص، لحد ما روحت لدكتور مخ وأعصاب حالتي بدأت تتحسن على ايده، وأخدت جلسات علاج طبيعي حسنت من حالتي، بعد ما كنت خلاص فاقدة الأمل».
منذ عامين كانت حالة «عبير»، قد ظهر عليها التحسن، ووصلت إلى مرحلة مثالية قبل عام، لتأخذ الأذن من الطبيب وتبدأ في الالتحاق بالصف الثالث الثانوي، بعد أن أوصاها بعدم بذل مجهور كبير.
بدأ مارثون الثانوية العامة عند «عبير»، وأخذت تذاكر طول الوقت عدا ساعات النوم، فهي تأمل في تعويض أهلها الذين تعبوا معها الفترات الماضية، وتلتحق بكلية الطب؛ إذ أنها تدرس في شعبة علمي علوم.
فرحة كبيرة عوضت «عبير»، عن سنوات التعب التي عشاتها، عندما علمت بنتيجة الثانوية العامة، وحصولها على مجموع كبير يؤهلها للالتحاق بكلية الطب؛ إذ تروي: «عاوزة أعوض أهلي عن اللي شافوه معايا، ونفسي أبقى دكتورة مخ وأعصاب لأني أخدت الدكتور اللي عالجني مثل أعلى».
تعليقات الفيسبوك