روائح كريهة يستطيع المار من بعيد أن «يشمها».. دمى رُسمت عليها رموز وحروف مجهولة لا يقدر على فك شفراتها غير أصحابها، وُضع عليها «قفل»، ومقيدة اليدين والقدمين، وكأن صانعوها أرادوا «خنق» شخص ما في هذه «العروسة».. عظام جاموس عليها بعض النقوش.. هذا هو المشهد في مقابر الحامول بكفر الشيخ.
البداية كانت عندما قرر مجموعة من شباب مدينة الحامول في كفر الشيخ، تنظيف شوارع مدينتهم وجعلها أكثر تطورًا، بدلاً من القمامة المنتشرة بطريقة عشوائية في جميع الأماكن، ولم يقتصر الأمر على تنظيف الشوارع فقط، بل امتدت مبادرتهم إلى المقابر وقرروا رصفها بنوع من البلاط يسمى «انترلوك»، وأثناء عملية التنظيف وجدوا أسحارًا بأشكال مختلفة مدفونة على جانبي المقابر.
وأثناء إزالة القمامة من جانب المدافن، لتكون جاهزة لوضع «الانترلوك»، وجد الشباب أشياء غريبة رائحتها كريهة، وعندما أخرجوها كانت الصدمة، إذ أنها عبارة عن مجموعة من الأسحار أعدها بعض الأشخاص إيذاء آخرين.
حازم أبو الغيط، أحد الشباب المشاركين في عملية التنظيف، يحكي لـ «الوطن»، أن الحملة بدأت منذ نحو أسبوعين، غرضها الأساسي هو تنظيف الشوارع وجعل مدينة الحامول بلا قمامة، ولكن الأمر تحول من تجميل الشوارع، إلى إنقاذ أناس دمرت حياتهم بسبب السحر، مضيفًا: «الأعمال كانت موجود حولين المدافن وكل يوم بنطلع نحو 5 أو 6 أعمال، بنصورهم عشان نوثق اللي بيحصل، وبعدين بنولع فيهم أو بنجيب حد متخصص يتخلص منهم، عشان ننقذ اللي حياتهم اتدمرت».
كما تحدث «حازم»، عن طبيعة السحور التي استخرجوها من المقابر، قائلاً: «أغلب الأعمال كانت معمولة على عرايس، ولما سألنا في الموضوع ده عرفنا إن السحر الموجود على عرايس من الأعمال السفلية، وكمان في أسحار على عظام جاموس، وأعمال على ورق النخل، وصور ناس تانية مكتوب عليها كلام، وبطرمان فيه مياه نجسة وجواه ورق مكتوب فيه كلام غريب».
بجهود ذاتية من الأهالي المتبرعين، قاموا بجمع أموال لشراء «الانترلوك»، وتستمر عملية تنظيف المقابر حتى الآن، ليجعلوها خالية من الأسحار المؤذية، فبحسب «حازم»: «الناس اللي بتعمل الأعمال مش هتلاقي مكان تحفر فيه عشان تدفن السحر».
تعليقات الفيسبوك