دماء تسيل من وجه الطفلة
حياة سعيدة كانت تعيشها الأسرة، بعد أن رزقها الله بالمولود الثاني، وهي طفلة كانت تعيش معهم حياة طبيعية لا هموم فيها ولا مشاكل، إلى أن اكتست حياتهم باللون الأحمر، حيث ملأت الدماء حياتهم وأصبح وجودها طبيعيًا واعتادت عليه أعينهم، فبدون سابق إنذار اقتحم منزل الأسرة السعيدة مرض غامض لا يعرف علاج له حتى الآن.
الدماء تسيل من جميع أنحاء جسد الطفلة الصغيرة «سحر» ووالدتها نورا صلاح، فبعد عام ونصف على مولد الطفلة، خرجت الدماء من «المهبل» وبعدها بأيام من فمها وأنفها، ثم من العين والصُرة والثدي، ووالدها لا يعرف ما تعاني منه المسكينة.
يحكي وليد أيمن، من محافظة الدقهلية، لـ«الوطن» معاناة أسرته التي سيطرت الدماء على حياتها: «في البداية أول ما لاحظنا إنها بتنزف روحنا بيها المستشفى وعملنا كل تحاليل الدم، وبعدها لقينا الدم بينزل من كل حتة في جسمها، وكمان من أماكن العرق زي تحت الإبط والرقبة، حتى الشفايف والظهر والقدم».
معاناة أسرة «وليد» بدأت منذ عام 2017، إلى الآن، وما يثير الاندهاش، أن زوجته أيضًا ووالدة طفلته أصيبت بنفس ما تعاني منه الطفلة بعدها بعام واحد: «والدتها كمان بدأ يحصل معاها نفس الموضوع بعد سنة من إصابة الطفلة لقيت الأم بتنزل دم من أماكن معينة، أحيانًا بصحى من النوم ألاقي دم على الأرض أو في الحمام».
أقصى مدة استمرت فيها الطفلة بالنزيف هي 16 يومًا متواصلًا، كل يوم تخرج الدماء من منطقة محددة من الجسد، ووالدتها على نفس الحال، وحاليًا تنزف يومًا وتتوقف 4 أيام، ورغم أن «وليد» لم يترك مستشفى إلا وذهب إليها، لم يتم تشخيص الحالة التي تعاني منها الأم والطفلة حتى الآن: «مفيش أطباء عرفوا حالتهم إيه، كلهم بيقولوا مرض غير معروف، وكل الأشعات بتقول إن البنت والأم معندهمش أي مشكلة وصحتهم كويسة، وده اللي هيجنني».
تشعر الأم بألم يسبق نزول الدماء، وفقًا لما رواه الأب: «قبل ما الدم ينزل نورا بتقول لي إن عينيها بتحرقها، لكن الطفلة صغيرة ومش عارف إذا كان في ألم ولا لأ، بس هي مش بتعيط»، مشيرًا إلى أن ما يثير دهشته هو أن طفلته رغم النزيف لا تعاني من أنيميا: «بعد ما كانت نسبة الهيموجلوبين 7.5 فجأة بعد تاني يوم لقيناها 9 ونص، والأطباء قالوا إن ده مستحيل».
تواصلت «الوطن» مع الدكتور ماجد الديب، طبيب الأوعية الدموية، حيث أكد أنه يتذكر منذ سنوات عديدة حالة بنفس هذه الأعراض، وكانت تنزف من العين ومناطق أخرى، ولم يستطيعوا تشخصيها أو معرفة ما تعاني منه.
تعليقات الفيسبوك