تجري الشهامة في دمه، لا يتأخر عن أهل قريته الصغيرة، دائمًا ما يتقدم الصفوف في أعمال الخير، لا يتوقف عن أفعال الجدعنة مهما كان ثمنها حتى وإن كانت حياته، وهو ما حدث بعدما نال منه موج البحر حينما كان ينقذ شابًا على مشارف الموت غرقا.
في العجمي بمحافظة الإسكندرية، أنهى البحر حياة الشاب إبراهيم الشحات، الذي يعمل نقاشًا، من قرية خلوة ريشة بمدينة طنطا في محافظة الغربية، وهي قرية صغيرة لا يتعدى عدد منازلها 500 منزل، بعد أن دفعته «الجدعنة» إلى نزول البحر، ومحاولة إنقاذ غريق كانت تستغيث والدته.
اللحظات الأخيرة في حياة «إبراهيم»
يحكي أحمد يحيى، صديقه وأحد أهالي القرية، لـ«الوطن»، عن لحظة إنقاذ «إبراهيم» ثم فقدانه حياته: «إبراهيم بيشتغل باليومية وكان موجود وقتها في شغل في إسكندرية، وسمع صوت صريخ واستغاثة من أم بأن ابنها بيغرق، وبتترجى الناس ينقذوه، فكان هو أول حد جرى ونط في البحر بدون أي تفكير».
صراع بين الأمواج وآخر على الشاطيء، لحظات عصيبة مرت على المصطافين، دعوات لا تتوقف بأن يخرج الشابان من البحر سالمين، ولكن بين الأمواج كانت حياة أخرى: «المياه كانت بتسحبهم والموج شديد جدًا وكان في حُفرة في الميه، إبراهيم قدر يخرج الغريق وكان بيمسك فيه عشان يخرج، فقدر إبراهيم يخرّج الشاب من الحفرة بعيد عن شد الأمواج، بس هو بس مقدرش يخرج».
حياة جديدة كتبت لمن كان يصارع الموت، ونهاية لشاب لم يكن له أي صلة بالقصة، سوى أنه سمع استغاثة أحدهم، فتوفي تاركًا خلفه أسرة مكونة من زوجة وطفلين، الأول وضعته زوجته منذ شهرين، لا يعلم حتى شكل والده، بحسب «يحيى»: «كان راجل ومش بيخاف من أي حد وبيخدم بلده، كل الصفحات ناشرين صورته وكل أهالي القرية والشباب غيروا صور صفحتهم لصورته، والقرية كلها بتمر بوقت حزين وصعب، ربنا يرحمه».
تعليقات الفيسبوك