سنوات عديدة من الشقاء عاشها عدد كبير من مرضى «الذئبة الحمراء»، ذلك المرض الذي لا يعرف الرحمة وينهك القوى، وربما يكون أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الفشل الكلوي، وذلك بسبب تناول المريض به العديد من العقاقير الطبية التي تعمل على تثبيط المرض ومنعه من الانتشار في باقي أنحاء الجسم، ولكن تلك المحاولات دائما ما تأتي بالفشل، وربما من بين أسباب عدم القدرة على السيطرة عليه هو أنه يتشابه في أعراضه مع بعض الأمراض الجلدية والتي يأتي على رأسها بقع حب الشباب، الأمر الذي يجعل تشخيصه في بداية الأمر صعبا.
صعوبة التعامل مع مرض الذئبة الحمراء
صعوبة التعامل مع المرض تأتي من كونه من بين الأمراض التي تهاجم الجهاز المناعي نفسه بعدما يتم تكوين أجسام مضادة تتسبب فى تكسير العديد من كرات الدم البيضاء، ومن هنا تبدأ المعاناة وذلك بسبب تطور الأمر لدي بعض الحالات إلى حد قد يصل للفشل الكلوي، وربما الوفاة المباشرة بعد إصابة عضلة القلب بإعياء شديد، ناجم عن مضاعفات الإصابة بالمرض.
بعد تصريحات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي حول مرضى ضمور العضلات، بدأ عدد كبير من مصابي الذئبة الحمراء يحلمون بإنشاء مستشفى خاص بهم بدلا من المعاناة المستمرة مع أطباء يفشلون في تشخيص المرض فور ظهور الأعراض.
من بين هؤلاء المرضى كانت «عفاف حسين»، 36 سنة من محافظة الشرقية، والتي تمني النفس بإنشاء مستشفى بعد سنوات من العذاب التي أعقبت إصابتها بالذئبة الحمراء، والتي ظهرت على هيئة بقع حمراء بالوجه، ليتطور الأمر سريعا ويتحول إلى إصابتها بفشل كلوي.
من بين المرضى الذين يحلمون بإنشاء مستشفى خاص بالمرض، كان «مصطفى الأسيوطي» من محافظة أسيوط، والذي هاجمه المرض على هيئة ضربات موجعة متفرقة في عدد من مناطق الجسم، حتى ظن أن ما به هو مرض الروماتيزم: «شعري وقع وكنت زي جثة متحللة، وفضلت فترة طويلة اتشخص غلط، لحد ما عرفت أن عندي ذئبة حمراء».
يحلم «مصطفى» أن يتم الاهتمام بهم بشكل أكثر نظرا لحاجتهم للرعاية الصحية والتأهيل النفسي أيضا والذي يفشل كثير من الأطباء فيه وذلك لعدم الدراية الكاملة بالحالة النفسية لمرضى الذئبة الحمراء: «بنحلم والحلم مش عيب، نفسنا يبقي لينا كيان خاص بينا».
تعليقات الفيسبوك