على مدار آلاف السنين، أبهرت الحضارة المصرية القديمة العالم بأكمله، بسبب تصميم مبانيها ذات المعمار المميز، وتوصلها إلى أسرار في جميع المجالات سبقت بها الحضارات الأخرى، ولا تزال ألغاز الحضارة المصرية القديمة مستمرة حتى الآن مثيرة للحيرة والجدل.
ومن بين أكثر الأشياء حيرة، الملك توت عنخ آمون، سواء بموميائه أو مقتنياته الذهبية، وبينها قناعه الشهير، وأيضا فترة حكمه، ويُعرف الملك الشهير باسم فرعون الأسرة الثامنة عشر، وهو أشهر حاكم في مصر القديمة.
وقالت عالمة المصريات، جوان فيتشر، في كتابها «وادي الملوك: العصر الذهبي المصري»، إن كنز الملك توت عنخ آمون، أي القناع الذهبي الخالص، الذي اكتشفه هوارد كارتر عام 1922، يعد أشهر اكتشاف أثري في كل العصور: «قناع توت عنخ آمون هو مثال لمصر القديمة، والكثير من كنوزه تحتفظ بسر طويل الأمد، لقد جئت إلى معهد جريفيث بجامعة أكسفورد لفحص السجلات الأكثر تفصيلاً لدفنه وعثرت على أسرار جديدة»، وفقًا لصحيفة إكسبرس البريطانية.
وكشفت عالمة المصريات، أن فحص السجلات المتعلقة بقناع توت عنخ آمون وطريقة دفنه أظهرت أن الدفن تم بطريقة «الكفن الكناني» وهي طريقة غير مألوفة لم تر كثيرا، وكان التابوت مغطى بتابوتين آخرين من الذهب كما أن الجثمان مغطى بكفن من الحرير وملفوف بعد ذلك بطبقة أخرى من القماش.
وأضافت أن السجلات التي تم فحصها هي الصور الأصلية التي التقطها هوارد كارتر، في كل مرحلة من مراحل التنقيب، التي استمرت 10 سنوات، وأظهرت الصور حالة القبر والتوابيت السليمة عندما تم العثور عليها قبل 100 عام.
وكشفت الأبحاث بعد دراسة صورة العرش الذهبي الشهير وقناع توت عنخ آمون الذهبي، أنه تم تصوير توت عنخ آمون مع زوجته عنخيسين آمون، وكان الجزء الخلفي من رأس الملكة في الأصل شعر مستعار، وهو نفس الأمر مع توت عنخ آمون، ويبدو أنه تم تعديل الأمر بحيث يتم إضافة تاج له، فيما يعلو فوق العرش قرص إله الشمس آتون، ما يشير إلى أن الشخصين اللذين يُعتقد أنهما توت عنخ آمون وزوجته كانا في الأصل أخناتون ونفرتيتي.
الأذان المثقوبة تكشف سر قناع توت عنخ آمون
ووصفت عالمة المصريات، قناع توت عنخ آمون الذهبي بأنه قطعة أثرية لا تصدق ويشبه أوزوريس «إله الآخرة عند القدماء المصريين»، ويبلغ ارتفاعه 54 سم ويزن أكثر من 10 كجم ومزين بأحجار شبه كريمة.
وخلال بحثها، كشفت «فيتشر» أنه بفحص قناع الملك الذهبي، وجدت فيه أثار لحام عند الأذنين على نحو يدل على أن القناع صنع لشخص أذنه مثقوبة: «ربما صنع القناع لشخص آخر في الأصل، إذ أن الملك توت عنخ آمون لم يرتد أقراط أثناء الطفولة وبعد موته في سن الـ 20 عاما لم يصور بأي أذان مثقوبة، ولذلك فإن الأرجح أن القناع ينتمي لحاكم مشهور آخر».
وشرحت أن القناع الذهبي لم يصنع لذكر فرعون بالغ، والوجه تحديدا مصنوع من ذهب مختلف عن نوع الذهب الموجود في باقي القناع، وأثار اللحام ظاهرة بوضوح، ويبدو كما لو أن وجه توت عنخ آمون قد تم تركيبه على وجه الحاكم السابق الذي ارتدى القناع أو صنع من أجله: «ربما كان القناع ينتمي لامرأة مثل نفرتيتي التي لم يعثر لها على قبر أو جسد من قبل، وإنما لها تمثال في تل العمارنة وأبحاث أشارت إلى مدة قوة حكمها».
تعليقات الفيسبوك