«أوليب».. وثائقي عن حلايب وشلاتين يحصد جائزة الإبداع بين مشروعات التخرج بعين شمس
على بُعد أكثر من 1200 كيلو متر لفترة تزيد عن 16 ساعة، انتقلوا من قلب العاصمة، لواحدة من النقاط الأخيرة على حدود مصر، ليتعرفوا على ثقافة غير متداولة بين الكثير، عايشوا لعدة أيام عادات مختلفة لأفراد يحملون بين أضلعهم قلوبا سعيدة وأرواح بسيطة طيبة وكرم ضخم، لم تعرف مرارة صراع المدينة، ليوثقوا بكاميراتهم وخبراتهم الشبابية، حياة مجتمع حلايب وشلاتين، في فيلم وثائقي مميز لمشروع تخرج عدد من طلاب كلية الآداب بـ جامعة عين شمس.
«أوليب».. هو الفيلم الوثائقي الذي صنعه 20 طالبا بشعبة الإذاعة والتلفزيون لقسم الإعلام بجامعة عين شمس، كمشروع تخرجهم هذا العام، ليحصدوا، أول أمس، المراكز الأولى فى الإنتاج الإعلامي بأنواعه المختلفة، وجائزة الإبداع الأعلى بين مشاريع التخرج، متفوقا على درجة الامتياز، بالإضافة لدروع تذكارية من الدكتور مصطفى مرتضى عميد الكلية، والدكتورة هبة شاهين رئيس قسم علوم الاتصال والإعلام، وسارة محمد المشرفة على المشروع؛ تقديرًا لجهدهم وتيسير كافة السُبل أمامهم لإنتاج متميز يليق بالقسم.
ويضم فريق المشروع، 20 طالبا وطالبة، وهم: «أمنية عبدالرحمن، جهاد محمد، حسين عامر، سمر مجدي، مريم أحمد، مريم محمد، مصطفى عبد الكريم، مصطفى سيد، منه الله عبداللاه، منه الله محمد، ميرنا أشرف، ميليسيا ميشيل، ندى جلال، ندى جمال، ندى سلامة، نرمين سيد، هند السداوي، ياسمين جمال، ياسمين وليد، يسرا ناجي»، وتحت إشراف الدكتورة سارة محمد.
ولدت فكرة مشروع التخرج، بعد أن قدم الطلاب حوالي 80 فكرة مختلفة، إلى أن توصل 3 منهم لفكرة خارج الصندوق ومختلفة لم يتم تسجيلها مسبقا، وهي التعريف بمجتمع حلايب وشلاتين، الذي يجهل تفاصيله الكثير، للترويج له ودعمه، ليبدأوا التحضير له منذ بداية العام الدراسي، وفقا لأمنية عبدالرحمن، أحد أعضاء الفريق.
ونالت فكرة المشروع إعجاب ودعم دكتور هبة شاهين، رئيسة القسم، ودكتور سارة محمد، المشرفة على المشروع، وقدما لفريق العمل سبل الدعم الكامل حتى يتم إنجاز المشروع في وقت قياسي.
على الرغم من طول المسافة من القاهرة لحلايب وشلاتين التي تصل إلى 1200 كيلو متر تقريبا أي حوالي 16 ساعة بالسيارة، إلا أن عدد من فريق العمل ذهب إلى هناك مرتين، الأولى أثناء المعاينة المبدئية للوقوف على تفاصيل المدينة واحتياجاتهم التصويرية، ثم عند التنفيذ الذي استغرق 6 أيام، قبل أسبوع من بداية امتحانات نهاية العام الدراسي.
على مدى أكثر من 10 دقائق، تناولت أحداث الفيلم، الجزء الجنوبي من مصر وبالتحديد عن منطقة شلاتين وأبو رماد وحلايب، خاصة في ظل تميزهم بميزات خاصة غير موجودة بمختلف محافظات الجمهورية.
اعتمد «أوليب»، الذي يعني اسم حلايب وشلاتين باللغة البدوية التي يتحدث بها الأهالي، على الجوانب الحقيقية والمناطق المميزة بها لتعريف المواطنين بتلك الحياة المختلفة، فركز الفيلم على شرح العادات والتقاليد، والأصناف المميزة، مثل مشروب الجبنة للضيافة وطعام السلات، ودبح الماشية لاستقبال الزوار.
كما تصادفت مدة تصوير الفيلم الوثائقي في منتصف يونيو الماضي، مع أحد الأفراح بحلايب وشلاتين، ليتمكنوا من توثيق جانبا منه، بالإضافة لتسليط الضوء على احترام مجتمع حلايب وشلاتين البالغ للنساء، من خلال تصوير سيدة تعمل بمجال التطريز والحرف اليدوية.
عقب عودة أعضاء الفريق من السفر، حرص العشرين طالبا على إنتاج فيلم وثائقي مميز بشكل احترافي، من جهودهم الخاصة كاملة، فعملوا على إعداد المونتاج له، وكتابة التعليق الصوتي والإخراج وتصميم الملصق الدعائي له أيضا، لذلك حازوا على إعجاب ضخم أثناء مناقشة مشروعات التخرج بالقسم، وفقا لأمنية.
ضمت لجنة تحكيم المشروعات المقدمة في مجال التلفزيون عددًا من الشخصيات البارزة، منهم أميرة سالم، رئيس قطاع الأخبار بالهيئة الوطنية للإعلام، عمرو عابدين، رئيس قناة الدراما بالهيئة الوطنية للإعلام، أحمد عبد العليم، مدير عام البرامج السياحية بالنيل الدولية بالهيئة الوطنية للإعلام، فاطمة شعراوي نائب رئيس تحرير الأهرام ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بالصحيفة.
ونال الفيلم إشادات واسعة من دكتور هبة شاهين، التي أكدت أن فيلم «أوليب» يمس جزءا غاليا من مصر، مشيرة إلى أن قسم علوم الاتصال والإعلام بجامعة عين شمس، يؤكد جدارته كل عام بكفاءة طلابه وخريجيه من خلال مشاركاتهم فى المحافل الإعلامية وحصولهم على المراكز الأولى فى الإنتاج الإعلامي بأنواعه المختلفة.
وبدوره، أكد عمرو عابدين، رئيس قناة الدراما بالهيئة الوطنية للإعلام، مدى فعالية هذا المشروع ومواكبته لسياسة الدولة في الفترة الماضية، قائلًا: "حقيقي لازم جامعة عين شمس تفخر بوجود طلبة مقاتلين زيكم قدروا إنهم يعملوا حاجة زي كدة، تدعم الأمن القومي المصري، ويطلعوها بشكل يليق فعلا بالدولة المصرية، فأنتوا كطلبة محتاجين تكريم من أعلى الجهات بسبب هذا المشروع الرائع".
بعد تلك الإشادات والتشجيع الضخم، قرر أعضاء فريق الفيلم الوثائقي، تطوير «أوليب» من مشروع تخرج إلى سبيلا لتعريف الجميع بمجتمع حلايب وشلاتين، عبر تدشين صفحة خاصة تحمل اسمه بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لنشر كل ما يخص ذلك المجتمع، بالإضافة للمنافسة به مستقبلا بين مهرجانات ومسابقات الأفلام الوثائقية، لإيمانهم البالغ بتميزه وقدرته على حصد جوائز أخرى، على حد قول أمنية عبدالرحمن، عضوة الفريق.
تعليقات الفيسبوك