رافقه دائما، لم يتخل عنه ولو للحظة واحدة، أجواء مبهجة من الضحك والمرح والاهتمام أيضًا عاشها الرجل الخمسيني مع كلبه الأليف، شاركه فيها الحلوة والمرة، ليكتشف شيئا غريبًا، أن رفيق كفاحه ليس على ما يرام ويضعف يومًا بعد يوم، ليقع في صدمة كبيرة، عند الذهاب به إلى الطبيب، الذي أخبره بمرضه، وسالت دموعه بعد نظرة شاردة إلى صديقه الوفي.
«مونتي» كلب لطيف من نوع «لابرادودل» يبلغ من العمر 10 سنوات، اعتاد على اللهو والحركة في حرية، وكان يشعر بسعادة كبيرة كلما وجد نفسه وسط البشر، ويثير ضجة حولهم، شعر في الآونة الأخيرة بتعب مفاجيء لتهمد حركته تمامًا مع انتشار «سرطان اللوكيميا» بجسده في بطء، وفور اكتشاف «كارلوس فريسكو» إصابة رفيقه بالمرض الخبيث منذ 18 شهرًا، لم يدر ماذا يفعل وهو يتذكر في حزن كل الذكريات الجميلة التي جمعتهما سويا إذ يمتلكه منذ سنوات.
«استجاب مونتي في البداية للعلاج الكيميائي، وشعر بالفرحة لاقتراب تعافيه، ولكن منذ عدة أسابيع داهمه المرض بشدة، وأيقن أنه سيرحل قريبا»، فكر الرجل البالغ من العمر 57 عامًا، ويمتلك فندق في العاصمة البريطانية لندن، كيفية إسعاد كلبه في أيامه الأخيرة، وعثر على عربة يدوية قديمة أزال الغبار عنها، وزيتها بشكل جيد ووضع بداخلها حمولة من البطانيات، ثم حمل كلبه المحتضر في رفق.
انطلق «كارلوس» بكلبه في رحلة إلى قمة «Pen y Fan» الشهيرة وهي أعلى قمة جبلية في «جنوب ويلز»، وبدأ في دفع عربته ليرى الغروب من هناك ويقضي أيامه الأخيرة في فرح وبهجة ويزيل الحزن عنه، «أحب العربة جدا، وكان رد الفعل الذي حصل عليه من المشاة الآخرين مذهلًا، تناوبوا جميعًا على المساعدة في دفع العربة، واستمتع مونتي بذلك حقًا لأنه كان دائمًا يعشق الناس ورأى القمة أخيرا»، بحسب حديث الرجل الخمسيني لصحيفة «ميرور» البريطانية.
قضى «كارلوس» وكلبه اللطيف «مونتي» نحو أسبوع في منطقة «بريكون»، وتدهورت صحة الكلب بشدة، وتوفى بعد عدة أيام بجوار سرير صاحبه ليرحل في هدوء بعدما قضى وقتا رائعًا «ألقى نظرة لي، وكان على سريري ثم رحل، بدا هادئًا للغاية، وأنا سعيد لأننا ذهبنا في مغامرة أخيرة معًا».
تعليقات الفيسبوك