علاج لفيروس كورونا بالأعشاب
عامر محمد أبوكشيك، الشهير بين أبناء قرية شنرا، مركز الفشن بمحافظة بني سويف بـ«الحاج عامر»، يبلغ من العمر 51 عامًا وصاحب محل لبيع الطعمية ومحل آخر لبيع قطع الدراجات النارية، أُمِّيّ، يعيش حياة بسيطة، لا يفكر في الغنى ولا يجري وراء الشهرة، وفجأة وفي ليلة، ذهب إلى نومه لا يبالي شيئًا، ورأى حُلمًا اعتقد أنها «رؤية»، يظهر فيه وهو جالسًا يصنع علاجًا لفيروس كورونا.
ما زعمه «عامر» أنها رؤية كانت عبارة عن تصنيع علاج مكون من الأعشاب، على هيئة سائل يؤخذ عن طريق الفم أو الأنف، وبعد سؤال بعض الأشخاص غير المتخصصة عن هذه الرؤية، أكدوا لها أنها شيء يخص البشرية، ولكنه لم يفكر في الأمر، وصمم على شراء المكونات وصناعة مازعم أنه علاج، وأصبح متوفرًا لديه، بحسب حديثه لـ«الوطن».
وأكد«عامر» أنه صادقًا فيما يزعمه، وللتأكيد على فعالية العلاج، يطلب من المسؤولين السماح له بالذهاب إلى مستشفيات العزل، وبدون كمامة لإعطاء ما توصل إليه للمرضى.
الشيخ خالد الجندي، من علماء الأزهر الشريف، يرد على ما زَعم «عامر» أنها رؤية، مؤكدًا أن الرؤية عبارة عن حالة خاصة بين العبد وربه لا علاقة لها بالأمراض ولا الأعراض ولا الأموات ولا الحياة، ولا يعلم تفسيرها إلا الأنبياء وماتوا، ولا يوجد شيء اسمه رؤية أو منام يعالج الأمراض أو يحل المشاكل الاقتصادية، وكل ما يزعمه الرجل عبارة عن «خرافات».
أكثر من 300 فرد بالقرية، أصيبوا بفيروس كورونا منذ الموجة الأولى، وبعدها بأيام قالوا إنهم تناولوا هذه الأعشاب التي زعم «الحاج عامر» أنها علاجًا، وبعدها شعروا بتحسن، وتحولت نتائجهم من «إيجابي» إلى «سلبي».
يحصل أبناء القرية على ما يزعم «عامر» أنه اكتشفه مجانًا، فلا يأخذ منهم جنيه ثمن ما توصل إليه: «بديهم العلاج مجانًا، وبدخل على المريض كمان بدون كمامة، عشان أؤكد لهم أن العلاج نافع».
تواصلت «الوطن» مع بعض أبناء القرية، منهم أحمد صالح وفولي محمد، وغيرهم ممن طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أكدوا أنهم في البداية لم يكن مصدقين لما يزعم ابن قريته أنه توصل إليه، ولكنهم أخذوه نظرًا لاحتياجهم إليه وإقناع «الحاج عامر»، قائلين: «كان بيدخل الأوضة على المريض بدون كمامة وبيديلوا العلاج بالأنف والفم»، وعندما حصلوا على الأعشاب، «افتكاسة الحاج عامر» تحسنوا تدريجيًا، مؤكدين أن طعمه مُر وليس جيدًا.
الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، والدكتور أشرف عقبة رئيس قسم الباطنة والمناعة بطب عين شمس، أكدوا لـ«الوطن» على كذب ما يدعيه الرجل، مؤكدين 85% من مرضى كورونا يشفون بدون أي علاج أو تدخل طبي، و15% يحتاجون إلى تدخل طبي، وهناك ملايين أصيبوا بفيروس كورونا وجرى شفاؤهم خلال أيام.
وأكد «بدران» أن السلالات الحالية الموجودة في العالم أقل ضراوة بكثير من الفيروس الأصلي الذي انتشر في بداية الوباء، وبالتالي من الممكن أن يشفى الملايين من الكورونا بدون تدخل طبي، ولكن شفائهم بعد تناولهم أي دواء أو أعشاب يجعلهم يعتقدون اعتقادًا زائفًا أن هذا الدواء أو العشب الذي تناولوه كان السبب في الشفاء، مؤكدًا هذه صدفة.
كما رفض الأطباء ما فعله «الحاج عامر» من إعطاء أدوية للمرضى دون التأكد منها، خاصة أنه ليس طبيبًا، مضيفًا أن هذا السائل الذي يزعم أنه علاج بالفعل يجب أن يُعرض على لجنة من وزارة الصحة لمعرفة مكوناته، ويجب أيضًا القيام بالتجارب الإكلينيكية: «لازم في خطوات، مينفعش حد يعالج ناس إلا أما يكون مُرخص».
تعليقات الفيسبوك