أحمد محمد عباس.. صنايعي الخيزران
بنفس راضية ما زال يعافر ويواجه متطلبات الحياة القاسية، متسلحا ببراعته في تطويع الخيزران واستخدامه في صناعة الآثاث، التي ورثها أبًا عن جد، غير مكترث باندثار صنعته مع الزمن بعد عصر ذهبي عاشته قبل عشرات السنوات، مصرًا على إكمال سعيه واجتهاده مع تلك الصنعة حتى يوفر لطفلتيه الحياة الكريمة التي يستحقونها.
الحديث هنا عن أحمد محمد عباس، أو «ملك الخيزران والأركيت»، كما يلقبه معارفه، الأب لطفلتين وصنايعي الخيزران الذي ورث تلك المهنة عن أبيه ومن قبله عن جدوده، يبلغ من العمر 42 عاما، ويعيش بمحافظة الإسكندرية المتواجد بها منزله وورشته.

يقول صنايعي الخيزران إنه عرف تلك الصنعة منذ أن كان طفلا فورشته حاليا كانت لوالده وأجداده من قبل، بنفس الشارع الذي يسكن فيه منذ أن كان طفلا، وأنه كان مهتما وشغوفا به منذ صغره أكثر حتى من التعليم والمدرسة التي قطع معها مشوار حتى تحصل على الشهادة الإعدادية، لتبدأ من بعدها رحلته الفعلية مع عالم تلك الصنعة.
ويضيف «عباس» في حديثه مع «الوطن»: «صنعتي دي ورثتها أبا عن جد، ومش فاكر إني عملت حاجة غيرها ومن وأنا صغير، أنا فاكر أول ما كبرت وبقى ينفع انزل الشارع رحت على الورشة، ومن ساعتها مبخرجيشي منها غير عشان ارجع بيتي لأسرتي».

العصر الذهبي
صنعة تطويع الخيزران، كانت إحدى الحرف المشهورة قديما، والتي تدر دخلًا ماديًا جيد على كل من يمتهنها وكاف ليعيش حياة كريمة هو وأسرته، حتى طالها شبح الاندثار حالها حال الكثير من المهن والحرف اليدوية.
ويكشف ابن محافظة الإسكندرية، أن تلك الصنعة كان لها عصر ذهبي قبل سنوات وكان هناك مواسم عدة تنعش فيها حركة بيع وشراء منتجاتها كل عام، لكن هذا الزمن انتهى الآن ولم يعد هناك زبائن لمنتجاتها كما كان سابقا.
ويتابع «عباس»: «تعرف إن آخر شغل جالي عشان أعمله كان من شهر تقريبا، ومن قبله سنة كاملة عدت مجليش ولا طلب شغل خرازن».
ويوضح صنايعي الخيزران أسباب تدهور حال تلك الصنعة إلى هذا الحد، أن السبب الرئيسي يتمثل في غلاء أسعار الخام نفسه في وقتنا الحالي، بالإضافة إلى أنه لم يعد متواجد بوفرة بالأساس، وليس من السهل الحصول عليه.
ويواصل: «كيلو الخام زمان كان في حدود 90 جنيها، دلوقتي بيعمل أكثر من 600 جنيه وياريته موجود أصلا».

فن الأركت الخشبي
صنايعي الإسكندرية ليس ماهرا فقط بصنعة الخيزران، بل أيضا أحد مهرة فن «الأركت» والخاص باستخدام الخشب وتفريغه وتصميمه بشكل يخرج منه قطع فنية أكثر من رائعة.
وحول هذا يشير «عباس»، إلى أن فن «الأركت»، كان مثل الهواية الشخصية له، التي يحرص على ممارستها والهروب إليها بعد أن تعرف عليها في سن الـ 15، وأنه يعمل به منذ ذلك الوقت، رغم أن فن لا تنشط حركة شراء منتجاته إلا في مواسم محددة مثل أعياد الأم والحب وغيرها.
ويعرب في ختام حديثه مع «الوطن»، عن أن أحلامه تتلخص في «مش عايز غير الستر وبس»، موضحا أنه لا يحلم بأي شيء أكثر من ذلك، وهذا كاف جدا بالنسبة له ولأسرته.

تعليقات الفيسبوك