ينام على ظهره دائمًا منذ ولادته مصابًا بشلل الأطفال، يفعل كل شيء ورأسه ملامسًا للأرض لا يفارقها أبدًا، فبعيدًا عن معاناته مع المرض، فهو لا يتحمل صوت الضجيج الذي يخرج من أي مصدر، خاصة الأفراح في منطقته روض الفرج بمحافظة القاهرة، فهو يهرب من الشارع إلى أحد المساجد القريبة منه، ليبتعد عن الصوت العالي، الذي يسبب له مشكلات صحية.
محمد بغدادي، 53 عامًا، منذ ولادته وهو يعاني من شلل أطفال، كان في البداية يستطيع السير باستخدام كرسي متحرك، ولكن الآن مع تقدمه في العمر، يتم نقله بواسطة مشمع ويساعده أحد إخوته الذي يقطن معهم، وقلَّما يتحرك من مكان إلى آخر، إلا في الأمور المهمة.
يحكي «محمد»، لـ«الوطن»، تفاصيل معاناته مع المرض طوال أكثر من 50 عامًا، مضيفًا: «الحمد لله راضي بابتلاء ربنا، لكن اللي بيتعبني الضوضاء والصوت العالي مشكلة كبيرة بالنسبة لي، واليوم اللي بيبقى فيه فرح في الشارع بيبقى بالنسبة لي كارثي، لأني ماببقاش قادر أستحمل الصوت المزعج جدًا وبحس بشيء صعب عليا مش قادر أوصفه».
عندما يعلم «محمد»، موعد فرح قريب من مكان سكنه، يخرج مبكرًا إلى المسجد، ولا يرجع إلا حين ينتهي العرس نهائيًا، فهو يحاول الهروب من الأصوات العالية التي تستخدمها مكبرات الصوت في الأفراح، وخاصة التي تكون في الشوارع، كما يؤكد أنه لا يعاني بمفرده من تلك المشكلة، بل هناك كثيرون تواصل معاهم، وتحدثوا عن تلك المعاناة، مطالبًا بضرورة تقنين تلك الأفراح، ومنعهم من إحداث ضجيج في الشارع، مراعاة لأصحاب المرض وكبار السن، لافتًا: «المشكلة مش بتاعتي أنا بس، ولكن في ناس تانية بتعاني من الموضوع ده، منهم كبار السنة اللي أي صوت بيبقى صعب عليهم».
تعليقات الفيسبوك