لم يكن فى مخليتها قبل عامين أن القدر يخبئ لها ألما كبيرا أو أنها ستصبح في لحظة ربة البيت ومسؤولة عن توفير حياة كريمة لبناتها، تلك الحالة تتبادر إلى ذهن سيدة خمسينية يومياً وهى جالسة على مقعد مركبتها «تروسيكل» قبل الشروع فى عملها كبائعة للبطيخ داخل شوارع المحلة الكبرى بمحافظة الغربية.
«أم هبة» بائعة البطيخ في عز الحر: بحلم بمعاش
تبدأ ميادة محمد، المعروفة باسم «أم هبة»، رحلتها اليومية مع بيع البطيخ بمجرد أن تنخفض حرارة الشمس، وعلى وجهها ابتسامة رضا تجذب بها الزبائن إليها، حيث تجوب شوارع مدينة المحلة الكبرى بحثا عن رزق بناتها، فلديها طالبة بالصف الثانى الثانوى وطفلة بالمرحلة الابتدائية بجانب «هبة» و«نسمة» اللتين زفتهما إلى بيت الزوجية، قائلة لـ«الوطن»: «مش عايزة أمد إيدى لحد بعد ما زوجى اتوفى، وربنا كبير».
معاناة «ميادة»، البالغة من العمر 55 عاما، بدأت بعد وفاة زوجها، الذى ترك لها «تروسيكل» لا يعمل، مقررة إنفاق جميع ما تملكه لإصلاحه حتى توفر دخلاً للإنفاق على منزلها، خاصة أنها لا تملك أى معاش خاص بها، موضحة: «أنا ست عندى 55 سنة ونفسى فى مصدر رزق يحمينى أنا وبناتى، لأنى بكبر وربنا هو المعين».
وعادة ما توصل «أم هبة» المنتجات والفاكهة للمحال نظير أجر معين، لكنها وجدت فى موسم البطيخ فرصة لها من أجل بيعه والحصول على مال يساعدها على العيش، خاصة بعدما باءت محاولاتها بالفشل فى التسجيل بمعاش يخص زوجها، الذى كان يعمل سائقا بإحدى الشركات، مؤكدة أنها مع مرارة فقد رفيق دربها عاشت ألم مرض ابنتها المتزوجة، التي فقدت عينها إثر حزنها على وفاة والدها، حسب قولها، متمنية أن ينظر أحد إلى حالها وعمرها ويساعدها فى الحصول على مبلغ ثابت يعينها على ظروف المعيشة الصعبة.
تعليقات الفيسبوك