«العمائم تيجانها».. تلك الجملة اختصت العرب بعدد من الصفات المميزة، أبرزها ارتداء العمامة «العمة» التي يتواجد منها العديد من الألوان لكن البيضاء منها مرتبطة حتى يومنا هذا بأهل الصعيد كأحد الموروثات الثقافية والشعبية حماية من الحر الشديد ورمزا إلى الرجولة، حيث يرتبط بها المثل الشعبي المتعارف عليه: «من كبرت عمته الناس كلها في لمته».
أصل العمة: عربي.. وتعد تاج ووقار لمن يرتديها
وفي كتاب «العمامة العثمانية في تركيا ومصر»، أكدت الدكتورة أهداب حسني، المدرس بقسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة أسوان، أن «العمة» ذلك الزي الملفوف على رأس الرجل هو موروثا عربيا منذ العصر الجاهلي وحتى يومنا ووصفت بأنها «تيجان العرب» وهناك العديد من الأشكال التي مازالت متواجدة من بينها «اللفة المبرومة».
عصور عدة تناقلت خلالها «العمة» ما بين الإسلامي والعثماني حتى العصر الحديث الذي ما زال يحرص الصعايدة وبعض أهالي الوجه البحري على ارتدائها حفاظا على الهوية الخاصة بمجتمعهم، بحسب ما قاله الدكتور خالد ابو الليل، أستاذ الأدب الشعبي ووكيل كلية آداب القاهرة لشؤون الطلاب، قائلا لـ «الوطن»: إن العمامة شكل من أشكال الزي المصري بصعيد مصر المعبر عن الهوية.
وتابع أستاذ الأدب الشعبي، أن العمة تعد حاليا زي شعبي كالجلباب والقفطان، ويحافظ عليه أبناء الصعيد حتى في أغلب الأوقات عند انتقال البعض للعيش بالقاهرة نجدهم ما زالوا يحافظون على زيهم كونه رمز للرجولة ومعبر عن انتمائهم لبلدتهم ومجتمعهم وهويتهم المجتمعية، لافتا إلى أنه في بعض العائلات يقوم الأب الصعيدي بتوفير ملابس لأبنه الأكبر عند البلوغ لرمزية الوقار وكبر سنه.
وعادة ما يكون طول العمة البيضاء الأشهر حاليا والمصنوعة من القطن بين 3 أو 4 أمتار، حيث يساعد على لفها أكثر من واحدة، وتختلف أسعارها حسب جودتها، حيث قد تصل إلى 200 جنيه في أغلب الأوقات، وتتعدد فوائدها ما بين الوقاية من الحر والبرد وزيادة في القيمة والوقار بين أهالي القرية.
وأكد الدكتور خالد أبو الليل، أن هناك العديد من الملابس ضمن الموروثات الثقافية مثل الجلباب ذات الأكمام الواسعة و«الصديري» و«الطقية» داخل بعض القرى الريفية والتي ترمز في بعض الأحيان حسب نوعها إلى الطبقة الاجتماعية، مشيرا إلى أن بعض أبناء الوجه البحري يرتدون «العمة» ضمن موروثهم الثقافي والشعبي ولكنه ليس بنفس الدرجة المتواجدة بصعيد مصر.
تعليقات الفيسبوك