باتت تحمل منصبًا طالما حلمت بالوصول إليه منذ زمن بعيد، يراها طلابها وأصدقاؤها كل يوم في مكان عملها، تتجاوز طرقات المعهد في عجالة، لتلحق بموعد المحاضرة، تنثر أوراقها لتلقي على الحضور علمًا تشربّته وأحبته وأبت أن تتركه يندثر مع التطور التكنولوچي واختلاف أدوات التعلم.
تلك الهيئة التي اعتاد الأطفال رؤية أسماء فايز عليها، تخفي بين طياتها ملامح فتاة استهواها عالم الخط العربي الأصيل وأشكاله وجديد الطرق الحديثة لرسمه حتى شغفها حبًا، اقتسمت وقتها المزدحم بين العمل كأخصائي تخاطب كمهنة أساسية، وبين هوايتها في تعليم الخط العربي، لكل منهما جمهورها الذي ينتظرها، الأول يختص بمن أراد العلاج، والثاني يجذب جمهور أحب التمسك بهويته العربية.
درست الخط العربي كهواية واتجهت لتدريسه
ست سنوات كاملة قضتها أسماء ابنة محافظة المنيا، في دراسة الخط العربي بكافة أنواعه بمعهد الخط العربي، شهدت على إبداعها صالات العديد من المعارض، حتى شاءت أن تنقل علمها للشباب حفاظا على هويتنا وأصولنا: «بدأت أدرس كورسات خط عربي منها في جامعة المنيا وشاركت في معارض بقصر ثقافة المنيا» بجانب عملها الأساسي كأخصائي تخاطب، حسبما قالت الفتاة الصعيدية في بداية حديثها لـ«الوطن».
«أسماء» مدرس بمعهد الخط العربي في المنيا بجانب عملها
التحقت أسماء بالعمل في معهد الخط عربي بسمالوط في محافظتها المنيا، كمدرس خط عربي فاطمي ومصاحف وكوفي، «دي أكتر أنواع الخطوط اللي حبيتها»، تمارس هوايتها كلما وجدت لها وقتا وتنقل علمها لمن أحب المجال: «بحاول أوسع مجال تدريسي وبدأت أنظم كورسات أونلاين في تعليم الخط العربي، لازم نعرف أصل لغتنا العربية»، بحسب وصفها.
رغم ازدحام يومها بين عملها الأساسي وهوايتها في تدريس الخط العربي، تجد الفتاة الصعيدية متنفسًا في رسم لوحات بالخط العربي للمشاركة بها في المعارض المختلفة داخل محافظتها، وتحلم بتدريس الخط العربي في المدارس للأطفال: «نفسي يكون مادة في المدارس عشان أجيالنا الجاية تحافظ على أصولنا وهويتنا».
تعليقات الفيسبوك