في درجة حرارة تقترب من الأربعين وتحت أشعة الشمس الحارقة، وجد أصحاب السيارات المارة بأحد طرق مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، «هدية» بانتظارهم على الطريق، وقف بها صاحبها كـ«عادة» بدأها قبل 5 سنوات، حاملا في يديه «صينية» عليها أكواب من «الماء المثلج»، وعلى جانب الطريق «جردل» كبير به مياه ومكعبات من الثلج تكفي 500 كوب، يروي بها ظمأ من أرهقته الحرارة العالية وقيظ الصيف، من المسافرين على الطريق.
«إحنا ليه مبنعملش الخير غير في رمضان؟».. سؤال دار في ذهن محمد عبدالنبي، مهندس زراعي، 44 عاما، وهو يفكر في طريقة مختلفة لفعل الخير في غير أيام الشهر الكريم: «قلت لازم أعمل حاجة مختلفة، ولما فكرت جت في دماغي فكرة توزيع ميّة ساقعة على اللي بيسافروا على الطريق، جبت جردل كبير فيه ميّة وتلج، وبدأت أنفذ الفكرة في الأيام اللي الجو فيها بيبقى حر جدًا والناس بتحتاج الميّة عشان تروي عطشها». قال محمد لـ«الوطن».
اعتاد السائقون رؤية محمد، فهو «مقر لاستراحتهم» على الطريق لمن يريد أن يروي عطشه من الركاب، حيث يقف بصينية أكواب المياه الباردة من الساعة الثانية والنصف ظهرا وحتى الرابعة عصرا: يقول محمد: «ناس كتير أول ما بتشوفني بتبتسم وتشكرني على توزيع الميّة، وناس تانية بتقول عني مجنون، مش عارفين إني مش عاوز غير الثواب وبس».
لم يتحمّس محمد لفكرة إنشاء «كولدير ميّة» على الطريق، كي لا يقف تحت حر الشمس حاملا صينية الأكواب، مبررا ذلك بأنّ الإنسان بطبعه كسول، ورغم أنّ هناك الكثير من مبردات المياه على طول الطريق، إلا أنّ الراكب «بيكسل يشرب»: «قلت أروحلهم بالميّة لحد عندهم عشان ميكسلوش يشربوا، وحتى لو مشغول بسيب شغلي وأقف أسقي الناس على الطريق».
تعليقات الفيسبوك