مأساة مستمرة يعيشها فهمي عدس، أحد أبناء محافظة كفرالشيخ، مع ابنه «محمد»، الذي يعاني من مرض ضمور العضلات، الذي لازمه منذ 8 سنوات، وحتى الآن لازال الطفل قيد الإقامة الجبرية، داخل المنزل بسبب هذا المرض الذي تمكن منه وجعله لا يقوى على تحريك أطرافه، لا يتمكن من الجلوس بمفرده لابد من تثبيته بحبل أو قطعة قماش في الكرسي خشية أن يسقط فجأة، نظرا لعدم قدرته على التحكم في أعصابه بشكل يمكنه من الجلوس بحرية.
معاناة مستمرة منذ 8 سنوات
لم يعش الطفل «محمد» حياة طبيعية كباقي الأطفال في القرية، منذ أن ولد وهو يعاني من ذلك المرض الذي لم يرحم وهن جسده، 3 شهور فقط بعد ولادته كانت كافية لبداية ظهور أعراض المرض عليه: «لما كان بيحاول يقف أو يزحف زى باقى الأطفال اللى فى نفس سنه، كان بيقع، ومكنش بيقدر يتحكم غريبة وبعدين سكت فترة لحد ما بدأ يسند، ويقف كان كبر شوية، لكن للأسف لاحظت إن حركته غريبة وفيه حاجة في رجليه، ولأني عندي شلل أطفال من صغري، فأنا عارف كويس إن فيه حاجات لو ظهرت علي الطفل يبقي كده فيه مشكلة، علشان كده بدأت ألف بيه على الدكاترة».
محاولات عديدة أجراها الأب رغما عن مرضه، كي ينقذ ابنه من مصير مجهول، ذهب إلى أحد الأطباء في محافظة الإسكندرية، عندما سمع عن طبيب متخصص في مرض ضمور العضلات، لكن كانت الصدمة قوية على مسامع الأب المكلوم: «عرفت منه إن ابني مش هيمشي تاني، وهيفضل طول عمره بالشكل ده، لكن كان عندي أمل في ربنا وجريت علي دكتور تاني في دمنهور وصرفت خلال سنتين حوالي 50 الف جنيه، وبعدها عملت عملية زراعة خلايا جذعية في القاهرة، كنا بناخد من أمه خلايا ونحقن محمد بيها ودفعت وقتها 100 الف جنيه والعملية فشلت برضه».
بعدما سمع الأب بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول علاج مرضى ضمور العضلات، تهلل وجهه فرحا وشعر بأن الدولة ستقف إلى جواره، وسيتمكن من رؤية ابنه وهو يمشي علي قدميه، لا يرغب ذلك الأب المكلوم في رؤية طفله على حالته تلك طويلا، يحلم بأن يقف ابنه يوما ما ويسير مثل باقي الأطفال: «ببكي علي حاله لما بشوفه مش عارف حتى يقعد لوحده، ده كان بيحلم يروح ملعب كورة يتفرج، مكنش قدامي غير إني قعدته على كرسي وربطته وأخدته يروح يتفرج، عيل عنده 8 سنين نفسه يجري ويلعب وأنا صرفت كل اللي حيلتي علشانه، ونفسي أشوفه واقف قدامي».
تعليقات الفيسبوك