موقف غريب تعرض له صيدلي أصابه بالدهشة والصدمة في الوقت نفسه، فمن بين عشرات الزبائن الذين يقابلهم يوميًا ويتعامل معهم، دخل عليه شخص طلب عبوة مرهم، ثم قام بتصرف غريب لم يشاهده الصيدلي من قبل.
ذات يوم وبينما كان محمد فوزي جالسًا في الصيدلية التي يعمل بها في منطقة العجمي بالإسكندرية، دخل عليه شخص يعمل حارس عقار أمام الصيدلية مباشرةً، وطلب منه شراء «عبوة مرهم» وحدد له الاسم، يحكي «فوزي» لـ«الوطن»: «اتعاملت زي أي صيدلي عادي، وجبت له المرهم، وأنا بظبط الحساب عشان أديله الباقي، شفت منظر غريب عمري ما شفته قبل كده».
شاهد «فوزي» الرجل ممسكًا برغيف «فينو»، ووضع المرهم داخل الفينو، وقام بتوزيعه كأنه «جبنة بيضاء» ثم تناوله: «أنا فضلت متنح ومش مستوعب الراجل ده عمل ايه، حاسبته وخد الباقي ومشي».
إدمان المراهم
بحث «فوزي» وسأل كثيرًا ولم يهدأ له بال حتى عرف السبب وكانت الصدمة: «لما سألت ناس كتير، عرفت إنهم بيعملوا كده كبديل عن المخدرات، ومن ساعتها بطلت أبيع النوع ده بدون روشتة، اي حد بيطلبه مني بقول معنديش».
ويحذر «فوزي» من مخاطر تناول المراهم والكريمات، لأنها ليست طبيعية ولا يمكن لأي شخص طبيعي التفكير في تناولها: «دي حاجة مش للأكل فمش بيتعمل لها غسيل معدة، وبتسبب عسر هضم وانتفاخات والتهاب جدار المعدة».
رئيس شعبة الأدوية: الظاهرة موجودة
وأكد الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أنه تم رصد انتشار هذا التصرف بين المدمنين، من خلال ارتفاع الإقبال في الصيدليات على هذه الأدوية التي تسبب الخمول والشعور بالنوم، مشيرا إلى أن المدمنين يتناولون بعض المراهم للشعور بالاسترخاء: «بيحطوا المرهم في ساندوتش وياكلوه، دي ظاهرة موجودة وسمعنا عنها، فيه مادة في بعض المراهم مثلًا، بتؤدي إلى الشعور بالدوخة والنوم».
ويؤكد «عوف»، أن المادة الفعالة داخل المراهم، عندما تؤكل يحدث لها امتصاص عن طريق المعدة، فتصيب الشخص بالهدوء والنوم، مضيفًا أن لها العديد من الأضرار، وتؤثر على المعدة بشكل كبير.
وينصح رئيس شعبة الأدوية الصيادلة، باتخاذ الإجراءات اللازمة، فنتيجة سوء استخدام الأدوية يؤدي إلى نقصها، حيث يؤكد أنه يجب رفض بيع هذا النوع من الأدوية إلى بعض الأشخاص: «لازم وجود روشتة عشان نقدر نبيعها، ولو لقينا شباب أو عمال مثلًا بدون روشتة لازم نرفض بيعها لهم».
تعليقات الفيسبوك