لم يعتد على الغياب لفترات طويلة خارج منزله، نظراً لظروف مرضه القاسية، فهو مصاب بسرطان الدم «اللوكيميا»، ومنذ 15 يوماً، خرج لبيع قطع الحلاوة الطحينية حيث عمله هو «بائع متجول» داخل قطارات المنيا، ولم يعد طوال هذه المدة، وأسرته قلبها يحترق عليه، بسبب تأخره لأسبوعين كاملين عن موعد جلسة الكيماوي الخاصة به.
«عبدالفتاح محمد»، 12 عاماً، من أبناء مركز بني مزار في محافظة المنيا، تغيب عن منزله منذ 15 يوماً، وبحثت عنه والدته وأسرته بالكامل عنه دون كلل أو ملل لكن دون جدى، ويقول مؤمن سيد بن عم الطفل إن أسرته لم تترك باباً إلا وطرقته بحثاً عنه: «بنلف كلنا في أي مكان واللي يعرف حد كان يعرف عبدالفتاح كان بيساله دايما عنه ونفضل نلف في الشوارع بالميكروفونات عشان نلاقيه وفي الاخر ولا الهوا ومش عارفين هو فين وأمه قلبها واجعها عليه وتعبانة وجالها مشاكل في القلب من ساعة ما ابنها غاب لأنها متعرفلوش أي طريق وخايفة عليه عشان هو عند سرطان ولسه بيتعالج منه ومخافش وفوت ميعاد الجرعات بتاعته».
واعتاد الطفل «عبدالفتاح» الخروج للعمل يومياً من 6 صباحاً ولا يعود إلى في منتصف الليل للنوم على سريره، ويوم جرعة الكيماوي الأسبوعية، هو يوم إجازته من العمل كبائع في القطارات: «بيشتغل عشان يصرف على نفسه لأن أبوه مسافر وأمه تعبانة وكل واحد من أخواته بيخرج يجيب لقمة عيشه بنفسه، ومش واجعنا قد أن عبدالفتاح عند جرعات لازم ياخدها عشان يخف وميتعبش وكمان كان عامل عملية في بطنه وواخد فيها 22 غرزة وضروري يغير على الجرح كل يوم عشان يخف وميعملش التهاب أو الجلد يجرى له أي حاجة وحشة».
تعليقات الفيسبوك