بين فن الخطابة وتقديم المحتويات الكوميدية، غرق محمد عبد الناصر بكيانه بأكمله في العالم الذي يعشقه منذ الصغر، فهو ليس مجرد «يوتيوبر» يقدم محتوى متنوع، بل ما يقدمه هو الطريقة الحقيقية لتحقيق طموحاته وأحلامه، ليصبح «يوتيوب» و«تيك توك» سلاحان استخدمهما الشاب الثلاثيني للوصول إلى عدد كبير من المستخدمين، مبرهنا أن الشخص الناجح هو من يشق طريقه بيديه ولا ينتظر مجيء الفرصة إليه.
«محمد» الشهير بـ«ناصر حكاية»، هو شاب ثلاثيني من محافظة بورسعيد، منذ كان طفلا صغيرا في المدرسة جرب أن يلقي الأخبار في النشرة المدرسية، ولكن رهبة الموقف ووقوفه أمام عدد هائل من التلاميذ والمدرسين أيضا جعله يتلعثم ويخاف، ما عرضه لسخرية وتنمر زملاؤه، ليقرر صديق له إقناعه بإعادة التجربة لاستعادة ثقته بنفسه، ولكن على النقيض ازداد الأمر سوءا، وأصيب بفوبيا من الأشخاص ولا يستطيع التكلم في وجود عدد كبير، لتأتي له الفرصة فاتحة ذراعيها إليه ليكون «يوتيوبر».
يروي اليوتيوبر البالغ من العمر 31 عاما، والذي يعمل «فويس أوفر» بجانب فيديوهاته، أنه تخرج من كلية التجارة ولكن حبه للكتابة كان ينمو بداخله شيئا فشيئا، ليبدأ في الجامعة كسر رهبة التحدث مع الآخرين واستعادة شجاعته ثم أخذ كورسات متعددة في الخطابة بجانب مهارات أخرى، ثم جاءته الفرصة ليلقي خطابا افتتاحيا لأحد المؤتمرات في بورسعيد أمام أكثر من 3000 شخص، ويدرك في ذلك الوقت أنه أمام مرحلة جديدة من الحياة، «دايما كان عندي مشكلة في التعامل مع الناس، وفي الجامعة اشتغلت على نفسي وحبيت الكتابة، ومن البداية وأنا هاوي إعلام، اشتغلت في الصحافة فترة قصيرة وبدأت اتعلم الفرق بين الموضوعات الصحفية».
«كتبت موضوعات على صفحتي على فيسبوك لما بدأ يتنشر في 2010 و2011، ولاقت رواج من الناس»، هكذا يتذكر الشاب بداية مسيرته في عالم اليويتوب، ولكنه لم يكن على دراية كافية بقواعد نشر الأخبار والموضوعات على «فيسبوك» لتتعرض صفحته للغلق بشكل نهائي، «عملت صفحة جديدة باسم ناصر حكاية نسبة لاسم قناتي على يوتيوب»، بحسب حديث «محمد» لـ«الوطن».
استثمر الشاب البورسعيدي خبراته في الأخبار، وبدأ في عمل فيديوهات على قناته على يوتيوب ببطء بالتوازي مع حسابه على «تيك توك»، وكان الأخير بشرة خير بالنسبة له، إذ نوّع في موضوعاته وتخلى عن مجال الأخبار قليلا، وأصبح المحتوى الذي يقدمه كوميدي وتنموي أيضا، ليزداد جماهيرية على «تيك توك»، وتنتقل قاعدة شعبيته إلى «يويتوب» ويكون لديه أكثر من مليون متابع وتحقق فيديوهاته أكثر من نصف مليار مشاهدة، «إني أكون يويتوبر وأنقل الأخبار بمصداقية ووصح وأعلم الناس حاجة مفيدة دي حاجة عندي بالدنيا، وإدتني ثقة بنفسي وإني شخص ناجح».
«التجارب علمتني إني اتعب وأكافح وأشتغل على نفسي وإني أعمل حاجة مندمش عليها في المستقبل وأكون قدوة للناس وأقدم محتوى كويس وصح والسوشيال ميديا خدتني لسكة أفضل وبقى ليا متابعين مستنيين يشوفوا الأفضل».. يحلم الشاب الثلاثيني بأن يكون واحدا من الشخصيات المؤثرة في العالم.
تعليقات الفيسبوك