في سن مبكرة، وبسبب الظروف المعيشية الصعبة لأسرتها، تركت الدراسة. كادت آمالها تنهار، ولكن طموحها ورغبتها في العمل أنقذاها من الوقوع في فخ الجهل، فقبل ثلاث سنوات بدأت في بيع التين الشوكي، وفي العام التالي باعت حلوى «البسبوسة»، ثم في النهاية تركت هالة مصطفى، ابنة الـ15 سنة، كل ذلك وقررت العمل في هوايتها التي عشقتها منذ الصغر، وهي جمع الورد والزهور.
تحكي «هالة» لـ«الوطن» بداية المشروع فعليًا، بأن والدها اشترى «تروسيكل» لأحد أقاربها بالتقسيط، ولكنهم تركوه بحجة عدم حاجتهم إليه، فقررت استغلاله في شيء مفيد يمكِّنها من الاستثمار بطريقة مربحة، حتى جاءت فكرة «المشتل المتنقل».
حب قديم مع الورود
تحب «هالة» جمع الورد منذ أن كانت في المنيا، المكان الذي نشأت فيه، قبل أن تنتقل الآن رفقة أسرتها إلى مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، حيث مكان المشتل. تقول مشيرة إلى الأعمال السابقة لها: "كل الشغل اللي اشتغلته كان ماشي حاله بس المشكلة في التين الشوكي إنه مش شغال طول السنة. ولأني بحب الورد ودايمًا بحاول أجمعه، فكرت في مشروع المشتل المتنقل لأني مش معايا مكان".
مشروع بلا رأس مال
بدأ المشروع قبل أسبوع، ولأن «هالة» لا تتمكن من قيادة «التروسيكل»، ساعدها ابن عمها في ذلك مقابل أجر يومي ثابت، وظلت تشتري الورود والزهور من مشتل آخر يملكه صديق والدها، ثم تدفع له بعد أن تبيع، إذ لم تكن الفتاة تمتلك رأس مال للمشروع.
«هالة»: حلمي أكمل تعليمي
في شارع الجمهورية بمدينة دمنهور، تقف «هالة» وسط مشتلها الصغير ورائحة الورد تفوح في المكان، يتنفسها كل المارة في الشارع، ومنهم من ينظر ويتوقف منبهرًا بفكرتها.
لكن الصغيرة وهي واقفة تبيع الورود التي تحبها، تفكر في حلم قطعت فيه شوطًا قصيرًا ثم توقفت، إذ تتمنى أن تعود مرة أخرى إلى التعليم الذي تركته في نهاية المرحلة الابتدائية: "ظروفنا المادية ماكنتش حلوة أوي إني أتعلم، وكمان ظروف شغل بابا لأنه شغال بواب وماسك عمارة، وكل فترة كان ممكن يبقى في مكان تاني"، ثم تختم بشغف وبراءة: "بس أنا حلمي وأمنيتي الوحيدة إني أرجع للتعليم".
تعليقات الفيسبوك