«خيرًا تعمل شرًا تلقى».. من أكثر الأمثلة الشعبية التي يُرددها المصريين، قليل العمل بها، كونها لا ترسخ في العقول مبادئ الخير والحب، وتناقض طبيعة البشرية في الإسراع بعمل الخير، حتى جاءت هذه الواقعة، وغيرت موازين الحياة في حياة شخص عرفه الجميع في منطقته بـ«الجدعنة والشهامة».
«محمد» شاب أربعيني، اعتاد على توصيل أحد الغرباء الواقفين «عابر سبيل» على طريق شبين الكوم في محافظة المنوفية، آملا أن يجني الخير من أفعاله وأن تكون في ميزان حسناته، لم يتوقع في يوم أن يحصد من وراء الخير شرًا، وأن يُستغل الآخرين طيبته بسرقة التروسيكل الخاص به.
أخرة الخير شر
محمد عبدالسلام 48 عامًا، من أبناء محافظة المنوفية، يحرص طوال الوقت على تقديم المساعدة للآخرين: يقول «كنت رايح أزور واحد قريبنا في مستشفى الجامعة، ولاقيت واحد واقف على الطريق والدنيا كانت قربت تليل فقولت أخده معايا في الطريق ووقفت له فعلا ،وفي نص الطريق فضل يقول لي أصل أنا كهربائي موتوسيكلات وبصلح وقال لي أنا هصلح لك لمبة كهربائية في التروسيكل، ووقفنا في نص الطريق وصلحها فعلا وطلب مني اني اروح لأقرب محل واشتري منه مفك يربط لي حاجات تانية في التروسيكل».
وبحسب «محمد» استجاب له بمنتهى التلقائية، وذهب لشراء مفك حديدي، حتى يقوم باستكمال التصليحات للتروسيكل: «روحت وغيبت 10 دقايق بالظبط رجعت لاقيت أن التروسيكل مش في مكانه ومحدش واقف على الطريق وسرقني ومشيت وادي أخرة الخير اللي عملته معاه رده ليا بالشر»، وبعدها شن «محمد» حملات بحث مكثفة على موقع السوشيال ميديا الفيسبوك، لإيجاد التروسيكل: «سرقه مني في يوم 1 يونيو بالظبط ومن ساعتها فرغت الكاميرات على الطريق وحطيته صورته وهو قاعد جنبي على التروسيكل».
ويقول «محمد»، إن هذا التروسيكل حصل عليه من تبرعات جمعية صناع الحياة، التي ساعدته بشراءه له حتى يعينه على كسب لقمته بالحلال: «بستخدمه في أكل عيشي وبنقل عليه بضاعة للناس وباخد أجرتي ودلوقتي أنا عاطل عن الشغل لأن التروسيكل ده كان أكل عيشي اللي بشتغل عليه طول الوقت».
تعليقات الفيسبوك