يستقيظ يوميا متعبا وجسمه ضعيفا لا يقوى على حمله مع الوقت، لا يدري ما يحدث له تحديدا، فكل ما يعلمه أنه في الصف الثاني الابتدائي، ويجب عليه المذاكرة وحضور الدروس المختلفة، ورسم آمال وطموحات عديدة لمستقبله مثل بقية أقرانه، ولكنه عندما ينظر إليهم تلمع في عينيه الحسرة والألم، نظرة سريع يختلسها الطفل «محمد» إلى شكل جسده تكفي ليدرك أنه على وشك الهزيمة أمام المرض، والأمل الوحيد في إنقاذه علاج نادر ومكلف للغاية.
محمد فارس طفل عمره 8 أعوام، يعيش في قرية تابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، منذ نحو عامين بدأ يشعر بضعف غريب ويمشي ببطء وأن قدميه لا تحملاه، لتأخذه والدته إلى طبيب أطفال، والذي يبدأ معه كورس من مقويات الأعصاب والفيتامينات دون نتيجة، وتقوم الأم بإجراء تحليل «ضمور العضلات الشوكي» المكلف، لتأتي النسبة مرتفعة للغاية، وينصح الطبيب الأم بعرض ولدها الوحيد على طبيب مخ وأعصاب وفي أسرع وقت.
تروي والدة الطفل، السيدة فكري لـ«الوطن»، أن «محمد» بدأ يشعر بتعب غير مبرر، وبدأوا رحلة طويلة من العلاج قبل أن تكتشف إصابته بمرض نادر وعلاجه مكلف للغاية، وهو ضمور العضلات الشوكي، «معرفناش أنه عنده المرض غير لما كان عنده 6 سنين والدكاترة قالوا مولود بيه، وفي قالوا هو بيتولد بيه بس بيظهر على 5 سنين، والعلاج مش عارفين نجيبه لأن الكل قال إنه بره مصر وممكن يوصل لـ60 ألف جنيه أو 100 ألف».
يعمل والد «محمد» بائع هريسة في أحد المحلات باليومية، ووالدته ربة منزل، فهو طفل لأسرة بسيطة للغاية مكونة من 4 بنات وهو الولد الوحيد، اضطرت والدته للسفر به إلى الأسكندرية لعمل عدة تحاليل مكلفة، على أمل تحسن حالته ظل يأخذ كمية من الأدوية، ولكن بعد 25 يوما ساءت حالته أكثر وأكثر وأصبح غير قادر على الحركة أو الوقوف وقدمه بها جروح.
«تابعنا مع دكتور 6 شهور وعلاجه محتاج 3700 جنيه ده غير الكشف، واحنا ناس على أد حالنا، وله نظام غذائي توت وفراولة وكيوي بس مبياكلش غيرهم وبرضو مش بياكل حاجة خالص»، هكذا تقول أم محمد.
تأمل والدة محمد فارس في إنقاذه، حيث أصبح وزنه الآن 20 كيلو فقط، ودائما ما يردد «أنا مش هصحى تاني يا ماما، المرض ده بيموت»، اضطرت الأم للذهاب به إلى طبيب شهير وصف له 15 زجاجة أعشاب و12 حقنة سم النحل دون طائل، وحاليا يضعف كل يوم تدريجيا ويشعر بالألم.
لم يعد لدى «السيدة» حلا سوى الاستغاثة بوزارة الصحة، لإنقاذ حياة ابنها المهددة بالموت في أي لحظة، «أنا أبيع كليتي وعينيا الاتنين بس حد ينقذ ابني من المرض».
تعليقات الفيسبوك