كل ما تريد معرفته عن فيروس جدري البقر .. من أكثر الأمراض خطورة
تهديدات عديدة ومستمرة تواجها البشرية منذ العام الماضي، إلا أنها زادت مؤخرا وبشكل كبير، فظهرت الكثير من الأمراض، بينها الفطر الأسود، والأبيض، والأصفر، بالإضافة إلى السلالة المتحور لإنفلونزا الطيور في الصين، وتسجيل أول حالة إصابة بشرية بها، لينضم إلى قائمة الأمراض فيروس «جدري البقر» الذي أصيبت به أول حالة في العصر الحديث في بريطانيا، وظلت تعالج لمدة 6 أشهر، وجاء هذا الفيروس (جدري البقر) بعد يومين فقط من إعلان وزير الصحة البريطاني تفشي فيروس «جدري القرود» غير القابل للعلاج. وتقدم «الوطن»، في تقريرها التالي، كل ما تريد معرفته عن فيروس جدري البقر ، وفقا للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «سي دي سي»، وموقع «لايف ساينس».
ورصدت بريطانيا أول حالة إصابة بشرية من فيروس جدري البقر، بعد وصول فتاة تبلغ من العمر 28 عاما، إلى قسم الطواريء بمستشفى «Royal Free» في لندن، حيث عانت من عدوى حادة للغاية في عينها، وكانت أعراضها«تهيج» وآلام شديدة، فضلًا عن احمرار في العين اليمنى واستمرت الأعراض لمدة 5 أيام.
وبعد ذلك أجرى لها الأطباء جراحة في عينها بعد إصابتها بتعفن في الأنسجة، وبعد 6 أشهر، استعادت الرؤية بنسبة 20/20، رغم أنها تعاني من انخفاض في جفنها العلوي، وبعض المشاكل في حركة العين، نتيجة للإصابة بفيروس جدري البقر، الذي انتقل لها عبر قطتها الأليفة.
وفيروس جدري البقر ينحدر من سلالة فيروسات الجدري، وهو عضو في عائلة «orthopoxvirus»، التي كانت من أكثر الأمراض فتكًا التي عرفتها البشرية وتسببت في وفاة الملايين قبل القضاء عليها، ويُعتقد أنه كان موجودًا منذ 3000 عام على الأقل.
فيروس جدري البقر يمكن أن يصيب فصائل متعددة «بقر، قطط، وبشر»، ومرتبط بـ«فيروس اللقاح»، الذي يستخدم في لقاح الجدري، الذي ابتكره لأول مرة الفيزيائي الشهير «إدوارد»، حيث استخدم جدري البقر لاكتشاف أول لقاح في العالم ضد الجدري عام 1796، بعد ملاحظته لمذكرات مزارع كان على اتصال بجدري البقر.
وفي مرحلة ما من القرن التاسع عشر، تغير الفيروس المستخدم في صنع لقاح الجدري من فيروس جدري البقر إلى فيروس اللقاح، المعروف حاليا.
ويعد فيروس جدري البقر نادرا، اليوم، ومصدره الرئيسي هو القوارض، ويمكن للقطط أن تصاب بالعدوى عندما تقتل القوارض الحاملة لجدري البقر، لكن انتقال العدوى من القطط إلى البشر أمر نادر الحدوث.
فيروس جدري البقر ليس معديا بين البشر وبعضهم، فهو من فئة «زونزتك» أي أمراض حيوانية المنشأ، وبالتالي فإنه ينتقل من الحيوان إلى البشر بشكل نادر، ولكنه لا ينتقل من شخص إلا آخر.
فيروس جدري البقر ليس شديد العدوى للبشر وعادة ما ينتج عنه آفات موضعية بشكل رئيسي على الأصابع أو اليدين أو الوجه.
وتستمر حضانة فيروس جدري البقر لعدة أسابيع، بحسب ما أعلنت هيئة الصحة العامة البريطانية.
وفي البداية تلتهب العدوى، قبل أن تمتلئ بالدم والقيح وتتحول في النهاية إلى قرحة وانتفاخ، في المرحلة النهائية، وتبدأ القرحة في التقشر والشفاء، وغالبًا ما تترك ندوبًا.
وعادة ما يختفي فيروس جدري البقر في أقل من 12 أسبوعًا، ولكن في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، يمكن أن يشكل خطرًا أكبر.
الحمى والتعب والقيء والتهاب الحلق، التهاب الملتحمة وتورم حول الحجاج والقرنية.
وبشكل عام ، أطلقت منظمة الصحة العالمية خطة مكثفة للقضاء على فيروس جدري البقر في عام 1967، حيث تم إجراء التحصين والمراقبة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لعدة سنوات، وكانت آخر حالة طبيعية معروفة في الصومال في عام 1977، وفي عام 1980، أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على مرض الجدري - وهو المرض المعدي الوحيد الذي حقق هذا التمييز.
تعليقات الفيسبوك