قائمة منقولات زوجية
العرض والشرف كلمتان متلازمتان، ومعنيان ساميان، لايثقلان بذهب أو يكيلان بمال، وإذا حرص الفرد عليهما صلح المجتمع بأكمله، وعاش الجميع بلا خصومات أومنازعات، خاصة وأن أغلب المشاكل سببها الجري وراء المال، ونسف الأخلاق.
«ناصر عبد اللطيف»، والد عروس الدقهلية، والأب الذي تحاكى به الجميع وصار مثلا يقتدى به الآباء ويتمناه الشباب بأن يكون نموذج مكرر في كل بيت مصري، لم يطمع يومًا ما في مال ولا جاه، فكل همه في الحياة أن يربي بناته، ويضمن لهم حياة زوجية مستقرة، حسبما ذكرفي حديثه.
استطاع «ناصر» بدون عمد، أن يُبهر الجميع بتصرفاته التي تنم عن ثقافته وأصله، وهدفه الأول في الحياة، حيث تصدى للأعراف والتقاليد الخاطئة، التي يسير عليها الآباء عند تزويج فتياتهن، ألا وهي «لعنة قائمة المنقولات»، والتي تعرف بـ «القايمة»، وبدلا من أن يضمن حقوق ابنته حال الانفصال من زوجها بـ «المال»، ضمنها بـ عبارة من ذهب، لايعرف قيمتها سوى العقلاء: «من يؤتمن علي العِرض لا يُسأل عن المال، اتقِ الله في كريمتنا».
وخلال الساعات القليلة الماضية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لإحدى القوائم، مكتوب في الخانة الخاصة بكتابة المنقولات تلك العبارة: «من يؤتمن على العِرض لا يُسأل عن المال.. اتق الله في كريمتنا»، وأعلى الورقة توقيع والد العروسة، الأمر الذي تصدرت قصة العروس ووالدها حديث السوشيال ميديا، لرجل واجه العادات والتقاليد المصرية بفكر واع ومثقف، رافضًا كتابة الأشياء التي اشتراها لابنته في تلك القائمة، في وقت يصر فيه الآباء كتابة أصغر وأتفه الأشياء.
قال ناصر عبداللطيف، والد العروسة بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، إنه كان معترضا على نظام «قائمة منقولات الزوجية» التي تعمل بها أغلب المنازل المصرية لضمان حقوق الأناث، حيث رأى بأن ذلك النظام دائمًا ما يتسبب من ضغائن بنفوس والدي العروسين، حتى اتخذ قرارًا بأنه وفي حال تزوجت أيا من بناته الاثنين فسيكتب في القايمة الخاصة بكلا منهم: «من يؤتمن علي العرض لا يسأل عن المال، إتقي الله في كريمتنا»، وذيل القائمة بتوقيع العريس.
وأضاف «عبداللطيف»، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «الحياة اليوم»، والذي يقدمه الإعلامي محمد مصطفى شردي، والمذاع على فضائية «الحياة»، أنه وعندما أخبر أهل العريس بأنه سيفعل ذلك في قائمة منقولات الزوجية لابنته «مريم»، ظن بأنه غير صادق في قوله، «أهل العريس خدوا الموضوع بهزار، وقولتلهم أنا مش هكتب قايمه ولكن هكتب جملة من يؤتمن علي العرض لا يسأل عن المال».
وأوضح، أنه لن يقوم بتقييم ابنته بأشياء مادية قام بإحضارها لها من أجل تجهزيها بمنزلها الجديد، لأفتا إلى أنه قام بشراء كل ما هو غال الثمن من أجل جهاز ابنته، ولكنه لم يقم بكتابه قايمة لها، «أنا بناتي غاليين عليا، واللي يدخل بيتي يبقي غالي علي زي بناتي».
وقالت مريم ناصر، باحثة ماجستير بكلية الزراعة جامعة المنصورة، إن العريس أول معرفة الأسرة به كانت منذ شهر واحد فقط، وعندما جاء هو وعائلته لخطبتي، تحدثوا في الأمور التي يتم مناقشتها في مثل تلك الجلسات، وعندما تحدثوا عن قائمة المنقولات أكد والدي عندما يأتي موعد عقد القران نتكلم فيها.
وأضافت في تصريح سابق لها لـ«الوطن» أن والدي قال: «مش هايعمل قائمة» وفضلنا لمدة شهر نتحدث في هذا الموضوع، وكان رد والدي لي:« مش لاقي حاجة تقدر قيمتك، قيمتك كبيرة قوي وبنتي لا تقدر بفلوس، واحنا ناس أرياف، وخفت من كلام الناس هيقولوا إن أبوك رماكي، أنا جايب لك أغلى حاجة».
تعليقات الفيسبوك