«يخرجان من مشكاةٍ واحدة».. وصفٌ عبّر به النجاشي ملك الحبشة عن التشابه بين تعاليم الإسلام والمسيحية، وصفٌ ربما يعبر عن ذلك الشاب المسيحي الذي تخرج التواشيح والابتهالات من حنجرته كما تخرج الترانيم المسيحية بصوته العذب، يرقص قلبه كلما أنشد الابتهالات، وتطرب آذان من يسمعه وتخشع قلوبهم كلما سمعوه يصدح بتلك الابتهالات التي رددها من قبله النقشبندي ونصر الدين طوبار، فالقلوب تطرب لحلاوة الكلام وطلاوته، والآذان تستمع بالإنشاد وروعته، ولكن ماذا لوعرف المستمع أن المنشد للتواشيح الإسلامية «مسيحي» الديانة.
منذ صغره ويهوي الشاب روماني أيوب، البالغ من العمر 21 عامًا، الاستماع للترانيم والابتهالات والتواشيح، تجذبه أصوات المشايخ الكبار، يسعى لتقليد أصواتهم، يحاول مزج تلك التواشيح مع الترانيم، ليخلق حاله روحانية تسعده، تطرب لها الروح وتحلّق بسامعيها إلى آفاق من الصفاء والسلام النفسي.
«روماني»: أول فرصة للإنشاد له جاءت في أحد المؤتمرات بقريته
لسنوات طويلة ظل «روماني» ينشد التواشيح والابتهالات، ومعها بعض الترانيم الكنسية، يرددها على أصدقائه وأسرته، فيستمتعون بها، حتى جاءت له الفرصة قبل بضعة سنوات بالمشاركة في أحد الفعاليات ليقدم الإنشاد الديني، «كان في منتدى شباب نجع حمادي، قدمت التواشيح الإسلامية مع الترانيم بشكل موسيقي، والناس عجبتهم جدا».
إشادة المستمعين به كانت دافعة له للاستمرار ومحاولة تطوير موهبته، فتدرب لأشهر طويلة على التواشيح والترانيم، ومحاولة محاكاة كبار المشايخ ليكون صوته ملائمًا عند تقديمه للابتهالات، «تدريبات ليها علاقة بالصوت، بحيث يكون النفس أطول، والتدريب على الانتقال من جملة لأخرى مع الحفاظ على طبقة الصوت».
مشايخ عدة يسعد الشاب ابن مركز نجع حمادى التابعة لمحافظة قنا، بالاستماع إلى ابتهالاتهم، كذلك يتعلم من إدائهم المميز الفريد، من بينهم نصر الدين طوبار، النقشبندي، الذين طالما أسعدو الكثرين بابتهالاتهم، «نفسي أكمل المشوار وابقي واحد من اللي نجحوا في مزج التواشيح مع الترانيم».
«روماني»: بردد تواشيح لأصحابي المسلمين في رمضان
دائمًا ما يري «روماني» أن الفن الهادف طريق لإذابة الفوارق ونشر المحبة والتسامح بين فئات المجتمع، وسبيل للقضاء على العصبية والطائفية البغيضة، فقرر أن يوظف صوته في ذلك الاتجاه «وفي رمضان ممكن أقول بعض مقاطع الإنشاد لأصحابي المسلمين حبا فيهم واحترما للشهر الكريم».
موهبة «روماني» في الغناء وصوته العذب لم تغفلها الأسرة، فعملت على تنمية وتطوير تلك الهواية بالدعم المادي والمعنوي، كذلك ساعده أستاذه منذ الصغر للوصول إلى مرحلة مميزة وتشجيع من أصدقائه الذى يقفون بجانبه دائمًا.
تعليقات الفيسبوك