«أنا حاسس بصداع فظيع هاخد مسكن وهبقى تمام».. عبارة شائعة للغاية ومتدالة بين الملايين حول العالم وليس في مصر فقط، فعندما يشعر الشخص بالصداع وألم في الرأس يتناول المسكنات بأنواعها المختلفة سواء عبر الحقن أم البرشام، ولكن يغيب عن أذهانهم أمرًا مهمًا للغاية وهو أن الصداع ينذر بأمراض أخرى فهو في حد ذاته ليس المرض بل مجرد عرض وإشارة تحذيرية من الجسم بوجود مشكلة ما وتستوجب الانتباه والعلاج ، وتناول المسكنات لعلاج الصداع خطئا كارثيا يفعله الكثيرون.
وسلط الطبيب الروسي «ألكسندر يفدوكيموف»، أخصائي طب الأعصاب، الضوء على خطورة تناول المسكنات لعلاج الصداع حيث قد يشكل ذلك خطرًا مميتًا، فهو في حد ذاته عرضًا يخفي خلفه أمراضًا تهدد الحياة، بحسب «روسيا اليوم».
وشرح «ألكسندر»، أن الصداع يمكن أن يكون علامة فارقة تشير إلى إصابة الشخص بجلطة دماغية وفي حالة الارتفاع المفاجئ في مستوى ضغط الدم وتمزق الأوعية الدموية، ولذلك إذا تناول الشخص المسكنات يعرض نفسه لخطر الوفاة أو حدوث مشكلات جسيمة.
ويحذر الأخصائي المرضى من الاستخفاف بحالتهم الصحية، لأن تناول الأدوية المسكنة، يمكن أن يمنع الأعراض الأخرى في الظهور، في حين يستمر المرض بالتطور، وعند ظهور ألم حاد غير طبيعي في الرأس لم يسبق أن شعر به الشخص سابقا، فيجب استشارة الطبيب فورا، لتجنب العواقب الوخيمة.
أستاذ جراحة المخ والأعصاب: تناول المسكنات خطأ كبير
من جهته، قال الدكتور سمير الملا أستاذ جراحة المخ والأعصاب لـ«الوطن»، إن الصداع له أسباب كثيرة ومتنوعة ويجب عدم الاستخفاف به وتناول المسكنات مباشرة فبجانب إخفاء الأمراض الأخرى التي قد يعاني منها الجسم تسبب المسكنات أضرار كاثرية بالكلى وتدمرها وقد يصل الأمر إلى حد الفشل الكلوي.
وتابع الملا: «بالطبع قد يكون الصداع بسبب الإجهاد المفرط أو الصداع النصفي، وعلى حسب نوع الصداع وسببه، ولازم بنشوف الأسباب وبنراعي الحالة السنية للشخص وجنسه».
وشرح أستاذ جراحة المخ والأعصاب، أنه لابد من معرفة العمر السني للشخص الذي يعاني من الصداع وهل مستمر أم متقطع ومعه أعراض أخرى أم الصداع فقط وهل تزيد شدته أم تظل ثابته، فضلًا عن أن تناول المسكنات يمكن أن يقلل الصداع ولكنه يعالج السبب الرئيسي للشعور به، إذ أنه هناك أعراض أخرى يمكن أن تخفيها المسكنات مثل الإصابات الدماغية أو ضغط الدم المرتفع.
ويقول الدكتور مصطفى الفولي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، أن أي مريض لديه ضغط دم مرتفع فهو معغرض للإصابة بالصداع، كما أنه هناك أسباب متنوعة لإصابة بالصداع، فمثلا قد الأمر سبب عضوي من مشكلة في البطن، العضم، العين، الأذن والأنف، الأسنان، وأخر سبب يكون الجلطات أو النزيف بالمخ أو الأورام.
«الفولي»: الصداع قد يكون عرضا لحدوث نزيف أو جلطة بالمخ
وذكر الفولي، أن الشخص يجب أن يلاحظ جيدا ما إذا كان الصداع يزداد لديه يوميا أم أنه مجرد عرض طارئ ناجم عن الإرهاق أو قلة النوم أو التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة أو الجفاف.
وبشكل عام، فإن الصداع الناجم عن نزيف أو جلطة بالمخ أو وورم، يحدث معه أعراض أخرى مثل القيء، الغثيان، زغللة، زيادة الأمر سوءا في الصباح أو بعد النوم، ولا تمثل تلك الفئة سوى 1% فقط.
والصداع لن يعالج من تلقاء نفسه في حالة وجود أسباب عضوية خلفه، كنتيجة لضغط الدم المرتفع أو حدوث ضغط في المخ.
تعليقات الفيسبوك