أحيانا ما يصدر عن جثث المتوفين أمورا ربما لا يصدقها العقل البشري، نظرا لما تحمله من صعوبة بالغة في تصديق أحداثها، ولكن مع تكرار الحديث عنها يبدأ العقل في استيعاب المواقف، ويمكن للبعض تصديقها في هذه الحالة، وهو ما حدث مع محمد عماد، حانوتي من محافظة كفرالشيخ، والذي يروي لـ«الوطن» أنه كان قد شاهد لحية ميت وهو يقوم بتغسيله تمهيدا للصلاة عليه، رغم تأكيد نجل المتوفى أن والده قام بحلاقة لحيته ليلة وفاته.
ذهول وحيرة
وأثناء الغسل، حضر أحد أبناء المتوفى وعندما صب الحانوتي الماء على رأس المتوفى لاحظ أن الابن يتمتم بعبارات غريبة: «لاقيته مستغرب وبيقول لنفسه إزاي، هي لحقت، فسألته فيه إيه، قالي أبويا كان حالق دقنه بليل، ودلوقتي كبرت تاني، استغربت وكنت هتجنن إزاي ده حصل، كنت مرعوب من الموقف، وفي نفس الوقت مش قادر أصدق، إزاي يعني الميت دقنه طلعت».
لم يجد «عماد» تفسيرا لما يقوله ابن المتوفى، ولكنه ظن أن حديث الابن ربما يكون غير منطقي وجاء بسبب صدمة موت الأب فجأة، على الرغم من كونه كان يتمتع بالصحة قبل الوفاة بساعات: «فعلا دقنه كانت كبيرة قدامي، مستحيل تكون دي دقن واحد حالق بقاله ساعات، زي ما ابنه بيقول، غسلته، لكن فضل الموقف في دماغي لحد النهاردة مش قادر أنساه».
كبير الأطباء الشرعيين الأسبق يوضح التفسير العلمي
تفسير ذلك الأمر كان يحمل الكثير من الغرابة، لأن نمو شعر الذقن للميت ربما يكون من بين العلامات التي يعتبرها المواطنين أمرا غريبا، ولكن الدكتور أيمن فودة، كبير الأطباء الشرعيين الأسبق، ورئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، يرى أن هذا الأمر طبيعي يحدث في معظم جثث الرجال، وذلك بسبب ما يسمى بظاهرة التيبس الرمي، والتي يحدث خلالها انقباض الجلد ومن ثم ظهور شعر اللحية وكأنه نمو طبيعي: «أول ما الواحد بيموت بيحصل تغيرات على الجثث، من ضمنها التيبس، وتيبس العضلات بيكون نتيجة تجمع مخلفات عملية التمثيل الغذائي، ولما بتحصل عملية التيبس دي الجلد بيتشد فبيظهر الشعر، وكأنه طويل، حتى لو كان الميت حالق قبل الموت بساعة، وده بيكون بسبب الانقباض في عضلات الجلد».
تعليقات الفيسبوك