من القبعة والوجه الحليق بدون شارب، في مرحلة «ثلاثي أضواء المسرح»، إلى الشعر المنكوش المموج من أطرافه وتحته الببيون الضخم في مرحلة «فطوطة»، وانتهاء بالشارب الكث والشعر الناعم المنسدل في مرحلة النضج التي لازمته حتى الشيخوخة التي ربما لم يعرفها وجهه، الذي قلما ما تجد فيه تجاعيد تعبر عن عمر صاحبه؛ جسد الرسام المصري ماجد ماكس، محطات الراحل سمير غانم، في رسومات تحكي تاريخ الفنان الكبير الذي يظل واحدا من أبرز رجال الكوميديا في تاريخ مصر، بنكهته المعروفة وبريقه الخاص الذي لطالما أمتع به جمهوره، قبل أن يفارق عالمنا، أمس الخميس، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد صراع قصير مع المرض.
رحلة فنية ضخمة جسدتها ريشة الرسام ماجد ماكس، ما بين بداياته التي شهدت تألقه مع الثنائي الذي سبقاه في الرحيل جورج سيدهم والضيف أحمد، حيث كان غانم أحد أضلاع المثلث الكوميدي الذي عرف بثلاثي أضواء المسرح، وحتى آخر أدواره السينمائية، بعد تقدمه في العمر ونيل الشيب من ملامحه.
وعلى مدار مشواره الفني الذي زخر بالنكات والإفيهات الخالدة، كان «الضحك هو البطل»، في حياة «سمورة»، الذي اكتفى بأن يكون نجما كوميديا متخصصا في انتزاع الضحكات، وبرهن على نجوميته من خلال اختياراته لأعماله سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون، وفقًا لما رسمه «ماجد»، من أدوار متعددة ومختلفة.
ماجد ماكس، رسام مصري مقيم في الكويت، واحد من محبي الفنان الراحل سمير غانم، يروي لـ«الوطن»، كواليس رسوماته لمراحل عمر عملاق الكوميديا الراحل، منذ أن كان صغيرًا وحتى الكبر، «كل لقطة وكل مشهد لسمير غانم يستاهل يترسم كلوحة منفردة».
شخصيات عديدة رسمها «ماجد» لسمير غانم بريشته المحبة والعاشقة لـ«سمورة»، تنوعت بين «فطوطة ومسعود وبهلول.. وغيرها»، واختتم رسوماته بآخر صورة للفنان الراحل في أحدث إطلالاته، وعليها تسجيل صوتي بكلمات مؤثرة له، «أنا عايز أسمع تصفيق الناس، أشوف نظرات الحب اللي بتتابعني وأنا رايح وأنا جاي، عارف نظرات الحب دي بفلوس الدنيا كلها عندي، أنا عايز أرجع تاني اتدفى في قلوب الناس اللي بتحبني زي زمان».
تعليقات الفيسبوك