لطالما كان اسكتشاف الفضاء الشغل الشاغل لأهل الأرض، لكن شركة «إيوس إكسبدشنز» EYOS Expeditions الخاصة بالاستكشافات لن تتجه إلى الفضاء، وبدلا من ذلك ستتجه إلى أعماق المحيطات، للغوص إلى أعمق نقطة في المحيط، لم تكن معروفة من قبل، التي تعد آخر حدود غير مستكشفة على وجه الأرض، ونعرف القليل جدا عن هذه المنطقة التي يطلق عليها «منطقة هادال»، وستقوم بهذه المهمة أول مركبة في تاريخ البشرية لديها القدرة على الوصول إلى أعمق المحيطات وفي أي وقت؛ إذ بُنيت الغواصة خصيصًا لرحلة استكشاف لأخذ البشر إلى أعمق نقطة بمحيطات العالم.
وبحسب ما ذكره موقع «سي إن إن»، فإن «هادال»، هي تلك المنطقة من المحيط، على عمق 6000 متر أو 20 ألف قدم، ولا يمكن الوصول إلى هناك في غواصة عادية. حيث يوضح روب ماكالوم، الشريك المؤسس بـ«EYOS Expeditions»، تفاصيل المركبة التي تستكشف المكان، قائلا: «عندما تصعد مركبة فضائية إلى الفضاء فإنها تواجه تغيرا في الضغط، يبلغ ضغطا جويا واحدا فقط بين داخل المركبة الفضائية وخارجها».
وتابع ماكالوم، عن المركبة التي تغوص في أعماق المحيط قائلا «نحن نتعامل مع فرق ضغط يبلغ حوالي 1100 ضغط جوي، لذلك نغوص في كرة من التيتانيوم قادرة على تحمل 100 ألف طن من الضغط.. يستغرق الوصول إلى أعمق نقطة في محيطات العالم حوالي 4 ساعات ونصف.. وننزل عبر الماء بسرعة حوالي 6 أقدام في الثانية».
أما عن العودة، فقال ماكالوم: «نطلق ثقل الصابورة في الأسفل ليخرجنا من القاع ونتجه نحو السطح وبالتالي فهي تستغرق حوالي 3 ساعات ونصف في الساعة».
وعن الشئ المرئي عند الوصول إلى قاع المحيط وأعمق جزء منه، أوضح: «هذا هو أروع جزء مما نقوم به، إنه استكشاف حقيقي، لا نعرف أبدا ما الذي سنراه لقد أسفرت كل عملية غوص عن شئ رائع، وغالبا ما يكون شئيا جديدا للعلم، إننا نرى مخلوقات جديدة، ولأول مرة نكتشف مناظر طبيعية كاملة لم تكن معروفة من قبل».
وواجه روب ماكالوم، تساؤلا يقول مضمونه: «إذا كان الغوص إلى هذا المكان يستغرق كل هذا الوقت، فكم من الوقت يلزم لاستكشاف تلك المنطقة في قاع المحيط؟» ليرد: «نحاول البقاء في القاع لمدة 3 إلى 5 ساعات إنه استثمار كبير للوقت والطاقة، ويتطلب الأمر من الفريق بأكمله إعداد هذه المركبة وإنزالها؛ لذا نحاول استخدام كل دقيقة ممكنة في الأسفل».
واستكمل: «تحتوي غواصتنا على 3 منافذ عرض، واحد لكل راكب، ولكن أيضا واحد مركزي يسمح لنا برؤية قاع البحر، ونحن محاطون أيضا بكاميرات عالية الدقة مرتبطة جميعا بشاشة أمامنا ويمكننا النظر إلى أي اتجاه بالخارج.. وهذا هو مهم لأننا لا نعرف حقا إلى أين نحن ذاهبون، تقريبا نحن أول البشر الذين كانوا هناك على الإطلاق، وعلى الرغم من أن لدينا خريطة ثلاثية الأبعاد صنعناها في اليوم السابق، فإننا بحاجة إلى رؤية جيدة جدا في الخارج لنرى ما هو قادم».
تعليقات الفيسبوك