كورونا الكلاب تنتقل إلى البشر
بعد عملية بحث طويلة، اكتشف العلماء فيروسًا جديدًا للكلاب في طفل تم إدخاله إلى المستشفى مصابًا بالتهاب رئوي في ماليزيا عام 2018.
تفاصيل بداية الدراسة البحثية
وبحسب ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز»، فإنه إذا تم التأكد من أن الفيروس هو أحد مسببات الأمراض البشرية، فسيكون الفيروس التاجي 8، أول فيروس كورونا للكلاب، المعروف أنه يسبب المرض للإنسان.
ويؤكد الباحثون أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الفيروس المحدد يشكل تهديدًا خطيرًا للبشر، ولم تثبت الدراسة أن الالتهاب الرئوي كان سببه الفيروس الذي قد لا يكون قادرًا على الانتشار بين الناس، لكن العلماء قالوا إن النتائج المنشورة في دورية الأمراض المعدية السريرية، تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث الاستباقي عن الفيروسات التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر.
اقرأ أيضا: أصاب مسؤولين أمريكيين.. قصة المرض الغامض في البيت الأبيض
من جانبه، قال الدكتور جريجوري جراي، أخصائي وبائيات الأمراض المعدية في معهد الصحة العالمية بجامعة ديوك: «أعتقد أن الرسالة الرئيسية هنا هي أن هذه الأشياء تحدث على الأرجح بجميع أنحاء العالم، حيث يتواصل الناس مع الحيوانات وخاصة الاتصال المكثف ونحن لا نلتقطها.. ويجب أن نبحث عن هذه الأشياء فإذا تمكنا من التقاطها مبكرًا واكتشفنا أن هذه الفيروسات ناجحة بالمضيف البشري، فيمكننا حينئذٍ التخفيف منها قبل أن تصبح فيروسات جائحة».

ومن المعروف حاليًا أن 7 فيروسات كورونا تصيب البشر، بالإضافة إلى SARS-CoV-2، وهو الفيروس المسبب لـ«كوفيد 19»، وهناك فيروسات كورونا المسببة للسارس وفيروس كورونا ونزلات البرد، إذ يُعتقد أن العديد من هذه الفيروسات قد نشأت في الخفافيش، ولكن يمكنها القفز من الخفافيش إلى البشر إما مباشرة أو بعد توقف في مضيف حيواني آخر.
ولقد عرف العلماء منذ عقود أن فيروسات كورونا يمكن أن تسبب المرض للكلاب، لكن حتى الآن لا يوجد دليل على أن فيروسات كورونا الكلاب يمكن أن تصيب البشر.
وبدأ البحث الجديد الخاص بالكلاب، في الربيع الماضي بعد انتشار الوباء عندما طلب الدكتور جراي من ليشان زيو، تطوير أداة فحص يمكن أن تساعدهم في اكتشاف جميع أنواع فيروسات كورونا، وليس فقط الأنواع التي يعرفها العلماء بالفعل.

نتائج الدراسة البحثية
ثم استخدموا هذه التقنية وهي نسخة مختلفة عن جهاز P.C.R، وهو الاختبار الذي يشيع استخدامه لتشخيص كوفيد لتحليل بعض عينات المرضى القديمة.
وكانت العينات عبارة عن مسحات من البلعوم الأنفي مأخوذة من 301 شخصًا تم نقلهم إلى المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي في ساراواك، ماليزيا بين عامي 2017 و2018.
وفي 8 عينات، اكتشف العلماء وجود فيروس كورونا جديد مشابه لتلك المعروفة بإصابة الكلاب، وكانت هذه العينات بشكل أساسي من الأطفال الذين عاشوا في أماكن أو مناطق كان فيها الاتصال بالحيوانات الأليفة والبرية أمرًا شائعًا.
وفي البداية، اعتقد الدكتور جراي هو وزملاؤه أنهم ارتكبوا خطأ، موضحا: «فحصنا 300 مريض وأظهر 8 منهم فيروسًا لم يسبق له مثيل من قبل»؛ لذلك أرسلوا العينات إلى الدكتورة أناستاسيا فلاسوفا، وهي طبيبة بيطرية وعالمة فيروسات في جامعة ولاية أوهايو، لإجراء مزيد من التحقيقات.

وباستخدام تقنية فحص أقل حساسية قليلاً، أكدت أن اثنتين من العينات الثماني يبدو أنها تحتوي على فيروس كورونا جديد للكلاب، وعلاوة على ذلك، أثبتت إحدى تلك العينات أنها قادرة على إلحاق الضرر بخلايا الكلاب، ثم جمعت الجينوم الكامل للفيروس من هذه العينة.
ويتطابق جينومها بشكل وثيق مع جينوم فيروسات كورونا الأخرى المعروفة، وقالت الدكتورة فلاسوفا: «إنها تشبه إلى حد كبير عددًا من فيروسات كورونا التي تم تمييزها سابقًا، لكنها سلالة جديدة».
ويبدو أن الفيروس عبارة عن مزيج من اثنين من فيروسات كورونا التي تم تحديدها سابقًا، ويحتوي أيضًا على أجزاء من فيروس كورونا للقطط وفيروس كورونا الخنزير.
تعليقات الفيسبوك